للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإن يكن حاجبٌ ممّن فَخرتَ به … فلم يكن حاجبٌ عمًّا ولا خالا

ثم فَخَر عليهم وقال:

تلك المكارمُ لا قَعْبانِ من لَبَنٍ … شِيبا بماءٍ فعاد الكلُّ أبوالا (١)

[ذكر إظهار أبي عبيدة كتاب عمر بعزل خالد]

ولما فتحت دمشق أظهر أبو عبيدة كتاب عمر بعزل خالد، وكان عمر كتب إلى أبي عبيدة يَلومه على إخفاء كتابه، فأوقف خالدًا عليه، فقال خالد: وهذا الكتاب له مدة وأنت تصلي خلفي ولم تعلمني، فجزاك اللَّه خيرًا، وهذا فعلُ ابن حنتمة.

وقد أخرج الإِمام أحمد رحمة اللَّه عليه حديثًا في الباب فقال: حدثنا حسين بن علي الجُعفي، عن زائدة، عن عبد الملك بن عُمير قال: استعمل عمر أبا عبيدة بن الجراح على الشام، وعزل خالد بن الوليد، فقال خالد بن الوليد: بعَث عليكم أمينَ هذه الأُمَّة، سمعت رسول اللَّه يقول ذلك، فقال أبو عبيدة: سمعت رسول اللَّه يقول: "خالد سيف من سيوف اللَّه، ونِعم فتى العَشيرة" (٢).

ذكر طبريّة وبَيْسان

ثم بعث أبو عبيدة أبا الأعور السُّلَمي إلى طبرية، وعمرو بن العاص إلى بَيْسان وشرحبيل بن حسنة، ففتحوهما عَنوة، وقيل: صلحًا على صلح دمشق وهو الظاهر، وكتب أبو عبيدة إلى عمر بما فتح اللَّه على المسلمين، وبعث إليه بالأخماس، وكتب إليه عمر: أن أبعث إلى العراق مددًا، فبعث القعقاع بن عمرو وهاشم بن عتبة في عشرة آلاف، وذلك بعد فتح دمشق.

[كتاب عمر إلى أبي عبيدة في مضي خالد]

وكتب عمر إلى أبي عبيدة: أما بعد، فإنْ أَكذب خالدٌ نفسَه فهو أميرٌ على مَن معه، وإن لم يُكذب نفسَه فأنت الأمير على ما هو عليه، ثم انزع عمامتَه عن رأسه، وقاسمه مالَه نصفَين، وبلغ خالدًا فقال: فعلها الأُعيسر ابن حنتمة، لا يزال كذا، ودخل على


(١) تاريخ دمشق ١/ ٢٥٠، وانظر ديوان النابغة الجعدي ١٠٩.
(٢) مسند أحمد (١٦٨٢٣).