للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عُبيد اللَّه (١) بن مَعمر بن عثمان التّيمي

أبو معاذ، رأى رسول اللَّه ، وفي صُحبته وروايته خلاف، وَفَد على معاوية فأنشده: [من طويل]

إذا أنتَ لا تُرخِ الإزارَ تَكَرُّمًا … على الكِلمةِ العَوراءِ من كلِّ جانبِ

فمَن ذا الذي نَرجو لحقنِ دمائنا … ومَن ذا الذي نَرجو لحَمْلِ النّوائب

وقال يزيد بن هارون: كان عُبيد اللَّه (٢) أميرًا على فارس، كتب إلى عبد اللَّه بن عمر وهو أمير عليها (٣): أما بعد، فإنا قد استقررنا فلا يُخاف علينا العدو، وقد أتتْ علينا سبعُ سنين، وولد لنا الأولاد، فكم صَلاتُنا؟ فكتب إليه ابنُ عمر: ركعتان.

غزا عبد اللَّه بنُ عامر اصْطَخْر سنة تسعٍ وعشرين، وعلى مُقدّمته عبيد اللَّه بن معمر، فقتل وسبى، وقاتلوه قتالًا شديدًا، وقُتل ابنُ معمر، فأقسم ابن عامر لئن افتتحها عَنوةً ليَقتُلَنّ بها حتى يَسيلَ الدّمُ من باب البلد، ففتحها عَنوةً، فوضع السيف فيها، فقتل خلقًا كثيرًا، ولم يَسل الدّم، فقيل له: أفنيتَ الناس، فأمر بصبّ الماء على الدّم، حتى خرج من أبواب المدينة.

وكان له من الولد: عمر ومعاذ وعثمان وموسى.

فأما عمر فأحدُ أجواد العرب، وأنجادها وسادتها وفُرسانها، كان يلي الولايات، وهو الذي قتل أبا فُدَيْك الحَروري وهزم جيشه، ووَلي قتالَ الأزارقة، وضرب أميرَهم قَطَري بن الفُجاءة ففَلق جَبينه، فقيل لقطري: المفَلَّق، قال الشاعر: [من الطويل]

وشَدُّوا وِثاقي ثم أَلْجَوْا خُصومَتي … إلى قَطَريِّ ذي الجَبينِ المُفَلَّقِ

وشهد عمر مع عبد الرحمن بن سَمُرة فتحَ كابُل، وهو صاحبُ الثُّغرة، قاتل عليها


= والإصابة ٢/ ٦١، ومعجم البلدان ١/ ٤٩٠.
(١) في (خ) و (ع): عبد اللَّه، ومن هنا إلى بداية السنة ثلاثين ليس في (ك).
(٢) في (خ) و (ع): كان أبو عبد اللَّه.
(٣) في تاريخ دمشق ٤٤/ ٤٣٠: كتب عبيد اللَّه بن معمر القرشي إلى عبد اللَّه بن عمر وهو أمير على فارس. وهو أوضح مما هنا.