للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل: تأخَّر موتُه إلى أيام هشام بن عبد الملك، وتوفي وهو خارج إليه فدُفن بِحُزْوَى (١).

وقال المنتجع: كنت مع ذي الرُّمَّة، فلمّا أحسَّ بالموت قال: يَا منتجع، مثلي لا يُدفنُ في غُمُوضٍ (٢) من الأرض، ولا في بطون الأودية، فإذا متُّ فادفنِّي في رأس فِرِنْداذين (٣). فدفتنُه به، فهناك قبرُه.

ولما احتُضر قال: أنا ابنُ نصف الهَرَم [أنا ابنُ أربعين سنة] وقال:

يَا ربِّ قد أشرقَت نفسي وقد علمَت … علمًا يقينًا لقد أحصيتَ آثاري

يَا مُخْرِجَ الرُّوحِ من جسمي إذا احْتُضِرَتْ … وفارجَ الهَمِّ زَحْزِحْني عن النَّارِ (٤)

ولما سمع الفرزدق شعره قال: ما أحسنَ ما تقول! فقال ذو الرُّمَّة: فما لي لا أُعَدُّ في الفحول؟ فقال الفرزدق: لتقصيرك عن غاياتهم (٥).

ولم يكن لذي الرُّمَّة حظ في الهجو.

حدَّثَ ذو الرُّمَّة عن ابن عباس، ووفدَ على الوليد بن عبد الملك، وروى عنه أبو عَمرو بنُ العلاء.

وكان له ثلاثةُ إخوة يقولون الشعر: مسعود، وهشام، وخرقاش، بنو عقبة.

القاسم بن محمَّد بن أبي بكر الصديق رضوان الله عليه

كنيتُه أبو محمَّد، وكان أحدَ الفقهاء السبعة بالمدينة، وهو من الطَّبقة الثَّانية من التابعين من أهل المدينة.


(١) الأغاني ١٨/ ٤٢، وتاريخ دمشق ١٤/ ١٨١. قال أبو الفَرَج: حُزْوَى: هي الرَّملة التي كان يذكرها في شعره. وقال ياقوت في "معجم البلدان" ٢/ ٢٥٥: موضع بنجد في ديار تميم.
(٢) جمع غَمْض، وهو المنخفِض من الأرض انخفاضًا شديدًا حتَّى لا يُرى ما فيه.
(٣) نقل ياقوت في "معجم البلدان" ٤/ ٢٥٦ - ٢٥٧ عن أبي منصور قوله: فِرِنْداذ: جبل بناحية الدَّهْناء (رمال في طريق اليمامة إلى مكة) وبحذائه جبل آخر يقال لهما: الفِرِنْداذان … ثم أورد خبر وفاته بنحوه. ولم تجوَّد اللفظة في (خ) (والكلام منها) ووقع في "المنتظم" ٧/ ٧٧: فريدادين (والخبر فيه).
(٤) ينظر "الشعر والشعراء" ١/ ٥٢٥، و"الأغاني" ١٨/ ٤٢ و ٤٤، و"تاريخ دمشق" ١٤/ ١٨٠ (مصورة دار البشير). وما بين حاصرتين منها.
(٥) الشعر والشعراء ١/ ٥٢٤، والمنتظم ٧/ ٧٢.