للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألقَوا الرأسَ بين يدي الهادي ارتجل أبياتًا، وهي: [من الرمل]

إنَّ هذا الدهرَ جمٌّ عَجَبُه … غادياتٌ رائحاتٌ نُوَبُهْ

قطع الأرحامَ فيما بيننا … طالبًا أمرًا بعيدًا مَطلبُه

كنتُ أَهوى أَسْره لا قتلَه … وكفى لو قد كفاهمْ هَرَبه

كيف قتلي مثلَه لو قد أتى … شافعًا فيما حباه نَسَبُه

وقال أَيضًا: [من البسيط]

في كلِّ يومٍ لنا من أهلنا حسدٌ … لأَنْ ملكْنا وصرنا سادةَ البشرِ

سلَّى همومي وأَطفا نارَ مَوجِدتي … عونُ الإِله على الأَعداء بالظَّفَر (١)

ولم يُدفَن من قتلى فَخَّ أحد، بل تُركوا في البرِّية، فأكلتهم السِّباعُ والطيور، فاجتاز بهم بعضُ محبِّيهم فقال: [من مجزوء الكامل]

ولأَبكينَّ على الحسيـ … ـنِ بعَوْلةٍ وعلى الحسنْ

وعلى ابن عاتكةَ الذي … أَثوَوه ليس له كَفَن

تركوا بفخَّ عظامه (٢) … في غير منزلةِ الوطن

كانوا كِرامًا سادةً (٣) … لا طائشين ولا جُبُن

غَسَلوا المذلَّةَ عنهمُ … غَسْلَ الثياب من الدَّرن

كلُّ العباد تحبُّهمْ (٤) … ولهمْ على النَّاس المِنَن

وكان بين وفاةِ المهديِّ وخروجِ الحسين بنِ عليٍّ إلى أن قُتل تسعةُ أشهرٍ وثمانيةَ عشَرَ يومًا، وهرب يحيى بنُ عبد الله بنِ حسنٍ ومعه جماعة.

الرَّبيعُ بن يونسَ

ابنِ محمَّد بن أَبي فَروة، أبو الفضل، حاجبُ المنصور. واسمُ أبي فروةَ كَيسان، مولى الحارثِ الحفار، والحفارُ مولى عثمانَ بن عفَّان .


(١) معجم الشعراء للمرزباني ص ٢٨٩.
(٢) في مروج الذهب ٦/ ٢٦٨، والروض المعطار ص ٤٣٧: غدوة.
(٣) في مروج الذهب والروض المعطار: قتلوا.
(٤) في المصدرين: هدي العباد بجدهم.