للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ترجمة آدم بن أبي إياس، والحمد لله وحده] (١).

[خلف بن أيوب]

أبو سعيد العامريُّ البلخيُّ (٢). الفقيه الحنفي، مفتي أهل بلخ وخُراسان وزاهدهم.

أخذ الفقهَ عن أبي يوسف وابن أبي ليلى، والزهدَ عن إبراهيم بن الأدهم، وانتهت إليه رئاسة أصحاب أبي حنيفة، وكان إمامًا فاضلًا ورعًا عابدًا.

قال أبو عمرو محمد بن علي البيكندي (٣): سمعتُ مشايخنا يذكرون أنَّ السبب (٤) لثبات ملك آل سامان أنَّ (٥) أسدَ بن نوح خرج إلى المعتصم، وكان حسنَ المنظر شجاعًا عاقلًا فصيحًا، فعجبَ المعتصمُ من حسنه وجماله وشجاعته، فقال له: هل في أهل بيتك أشجعُ منك؟ قال: لا، قال: ولا أعقل؟ قال: لا، قال: فلم يعجب المعتصم ذلك منه، فأعاد عليه الكلام وهو يجيبه بهذا الجواب، فغضب المعتصم وقال: ولم؟ قال أسد: لأنَّه لم يطأ أحدٌ من أهل بيتي بساطَ أمير المؤمنين ولا شاهد طلعتَه، فاستحسنَ المعتصمُ ذلك منه، وخيَّره الأعمال بكور خراسان، فاختار ولايةَ بلخ، فكتب له عهده عليها، فلمَّا قدمها سألَ عن أعلم أهلها وأزهدِهم، فدُلَّ على خلف بن أيوب، قالوا: وإنَّه يتجنَّبُ السلطان، ولا يخرج إلَّا يوم الجمعة، فرصدَه أسد، وإذا به قد خرج إلى الجامع، فلمَّا رآه أسد ترجَّل عن دابَّته ومشى إليه، فلمَّا رآه خلف قعدَ مكانه، وغطَّى وجهَه بردائه، فسلَّم عليه أسد، فردَّ ردًّا ضعيفًا ولم يرفع رأسه، فرفع أسد رأسَه إلى السماء وقال: اللهمَّ إنَّ هذا العبد الصالح يُبغِضنا فيك، ونحن نحبُّه فيك. ثم ركب


(١) ما سلف بين حاصرتين في ترجمة آدم من (ب). وانظر ترجمته أيضًا في "المنتظم"١١/ ٥٧، وتهذيب الكمال ٢/ ٣٠١، وتاريخ الإسلام ٥/ ٢٦٩.
(٢) تابع المصنف جده في إيراده في هذه السنة، وذكر الذهبي في السير ٩/ ٥٤٣، وتاريخ الإسلام ٥/ ٧٠ أنَّ وفاته كانت سنة خمس ومئتين، وروى الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب ١/ ٥٤٥ أنه توفي سنة ٢١٥، ثم نقل قول القرّاب: مات سنة ٢٠٥ هـ. ولم ترد ترجمته في (ب).
(٣) كذا في (خ) ومطبوع المنتظم ١١/ ٥٨ وفي (ف): الكندري. وفي سير أعلام النبلاء ٩/ ٥٤٢، وتاريخ الإسلام ٥/ ٦٩: البيكندي. ولعله الصواب.
(٤) في (خ) و (ف): الثبت وهو تحريف.
(٥) في (خ) و (ف): بن. والتصويب من المصادر.