للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فتمهَّلتُ حتَّى لاحت [لي] الفرصة، فناهضته، فأمرَ بحبسِه في المطبق (١).

[وفي روايةٍ أن خروجه كان في سنة ستٍّ وعشرين ومئتين، وأنَّه خرج بالرملة وأرض فلسطين، وقال النَّاس: هذا السفيانيّ، وأنَّ ابن بيهس قاتلَ معه، وقُتِل من أصحابه نحو من خمسة آلاف -وقيل: عشرين ألفًا - وأنَّ ابنَ حرب وابنَ بيهس أُخِذَا أسيرين، وقَدِمَ بهما رجاء الحِضاريُّ إلى سُرَّ من رأى، فحُبسَا في المطبق.] (٢)

وفيها كانت وفاةُ المعتصم، وولي ولدُه هارون.

البابُ التاسع في خلافة الواثق بالله

وكنيتُه أبو جعفر، وقيل: أبو القاسم، ولدَ بطريق مكَّة سنة تسعين ومئة، وأمه قراطيس، أمُّ ولدٍ روميَّة.

وكان أبيضَ تعلوه صفرةٌ، وقيل: كان مشربًا حمرة، ربعةً حسنَ الوجه، والوجهُ قائم العين (٣) اليسرى، و [كان] بها نكتة بياض، [وقيل:] كالكوكب الخفيِّ لا يكادُ يبين.

[ذكر بيعته

بويع بسُرَّ من رأى يومَ مات أبوه بعهدٍ منه، وكان له يوم بُويع سبعٌ وثلاثون سنة، وبويع ببغداد، وكتب ببيعته إلى الآفاق.

قال الخَطيب (٤): وكان ذلك في يوم الأربعاء لثمانٍ خلونَ من ربيع الأول في هذه السنة. وحُكي عن الخَطيب بإسناده إلى ابن أبي الدنيا قال: كان له يوم بُويع تسعٌ وعشرون سنة (٥).


(١) تاريخ الطبري ٩/ ١١٦ - ١١٨، والكامل ٦/ ٥٢٢ - ٥٢٣، والمنتظم ١١/ ١١٧ - ١١٨.
(٢) تاريخ الطبري ٩/ ١١٨. وما بين حاصرتين من (ب) ووقع نص الرواية الأخيرة في (خ) و (ف) مختصرًا، ونصه فيهما:
وقيل: كان خروجه بالرماسة وأرض فلسطين سنة ستٍّ وعشرين، وقاتل معه ابن بيهس، وقتل من أصحابه نحو من خمسة آلاف، وقيل: عشرين ألفًا. اهـ.
(٣) العين القائمة التي ذهب بصرها، والحدقة صحيحة. القاموس (قوم).
(٤) لم أقف عليه في تاريخ بغداد، وانظر المنتظم ١١/ ١١٩.
(٥) تاريخ بغداد ١٦/ ٢٢، والمنتظم ١١/ ١١٩.