للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومرجَ الصُّفَّر ودمشقَ وغيرَ ذلك.

ذكر وفاته: روى ابن سعدٍ عن الواقدي قال: شهد أبو عبيدة بدرًا مع رسولِ اللَّه وهو ابن إحدى وأربعين سنةً، ومات بطاعون عَمْواس سنة ثماني عشرة، ومات عن ثمانٍ وخمسين سنةً (١)، أو سبعٍ وخمسين سنةً (٢).

واختلفوا في مَوضع قبره، فقال ابن الكلبي: قبره بعَمْواس، وهي قريةٌ بينها وبين الرَّمْلة ثلاثةُ أميالٍ، أو أربعةُ أميالٍ. وقال الواقديّ وضَمْرة بن ربيعة: قبرُه ببَيْسان.

قلتُ: ورأيتُ بطَبَريّة مشهدًا، وفيه قبر، وعلى حائطه بَلاطة عليها مكتوب: هذا قبرُ أبي عبيدة بن الجراح، تُوفّي بطاعون عَمْواس سنة عشرين، وقيل: إنه بِفِحْل، واللَّه أعلم.

وصلى عليه معاذ بن جبل، ونزل في قبرِه، والمشهور أنَّه بعَمْتا من الغَورِ (٣). أسند الحديث عن رسول اللَّه (٤).

عامر بن غَيْلان بن أَسْلَم الثَّقفي (٥)

أسلم قبل أَبيه وهاجر، وله صحبة، وكان شاعرًا وأُمُّه خالدة بنت أبي العاص.

ولما هاجر عامر إلى المدينة عمد خازن غَيْلان إلى مالٍ له، وسَرقه ودفنه في خارج الححن، وقال لغَيْلان: إن ابنَك سَرق مالك، وراح به إلى المدينة، فشكاه إلى الناس، وبلغ عامرًا فلم يَعتذر إلى أَبيه، ولم يذكر براءته مما قيل عنه، ولما شاع ذلك جاءت أَمَةٌ لبعض آل ثَقيف، فقالت لغيلان: أيّ شيءٍ [لي] عندك إن دَلَلْتُك على مالك؟ قال: مهما شئتِ، قالت: تَشتريني وتُعتِقني، قال: نعم، فأخرجَتْه إلى ظاهر الحِصْن، وقالت رأيتُ عبدك فُلانًا قد دفن ههنا شيئًا في بعض الليالي، وإنه يَتعاهَدُه في كلِّ وقت، فنبش المكان، وأخذ المال، فاشترى الأمَةَ وأَعتقها.


(١) طبقات ابن سعد ٣/ ٣٨٣ - ٣٨٤ و ٩/ ٣٨٩.
(٢) في (أ) و (خ): وقيل تسع وخمسين.
(٣) انظر تاريخ دمشق ٣١٦ - ٣٢٢.
(٤) انظر في ترجمتة إضافة إلى ما سلف: المعارف ٢٤٧ - ٢٤٨، والاستيعاب (٣٠٣٦)، والمنتظم ٤/ ٢٦١ - ٢٦٢، والإصابة ٢/ ٢٥٢، والسير ١/ ٥. ومن هنا إلى بداية ترجمة معاذ بن جبل ليس في (ك).
(٥) كذا، والذي في الأغاني ١٣/ ٢٠٠، والاستيعاب (١٨٤٦)، وجمهرة ابن حزم ٢٦٨، وتاريخ دمشق (عاصم - عايذ) ٤٢٦، والإصابة ٢/ ٢٥٥: عامر بن غيلان بن سلمة بن معتب.