للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولد بصُور، ونَشَأ بالشَّام، [وذَكَرَ أَنَّه سمع القاضي القُضَاعي، وتفقَّه على أبي إسحاق الشِّيرازي، وسمع منه] (١) قال: أنشدني أبو إسحاق الشّيرازي لنفسه: [من البسيط]

لمَّا أَتاني كتابٌ منك مُبْتَسِمًا … عن كلِّ معنًى ولفظٍ غيرِ محدودِ

حَكَتْ معانيه في أثناء أَسْطُره … أفعالكَ البِيضَ في أحواليَ السُّودِ

[وقد ذكرناه في ترجمة أبي إسحاق] (١).

كافور بن عبد الله (٢)

أبو المِسْك الحَبَشي الخَصِيّ، ويعرف بالصُّوري.

[وأصله من مصر، وسكن صور، فنسب إليها] (١).

طاف الدُّنيا، وسمع الحديث، وعاد إلى بغداد فمات بها، قَدِم بَيهَق، فكتب إلى رئيسها محمَّد بن منصور البَيهقي: [من البسيط]

هل مِنْ قِرًى يَا أَبا سَعد تَجودُ بِهِ … لخادمٍ قادمٍ وافاكَ من صُوْرِ

شِعارُهُ إنْ دَنَتْ دارٌ وإنْ بَعُدَتْ … اللهُ يُبْقي أَبا سَعدِ بن مَنْصورِ (٣)

السَّنة الثَّالثة والعشرون وخمس مئة

فيها في المحرَّم عاد السُّلْطان محمود إلى بغداد، [وأقام دُبَيس في بعض الطريق، فاجتهد في أن يمكن دُبَيس من دخول بغداد] (٤) وأن يرضى عنه فلم يمكن، وبعث السُّلْطان إلى زَنْكي بأن يسلم المَوْصِل إلى دُبَيس، فلم يفعل.

وفيها وكل السُّلْطان محمود بقاضي القضاة الزَّينَبي، وسببُه أَنَّه نُقِلَ إليه أن مغلَّ أوقاف مدرسة أبي حنيفة يغل في كل سنة ثمانين أَلْف دينار، وما ينفق عشرة آلاف دينار، فطلب السُّلْطانُ منه الحساب.


(١) ما بين حاصرتين من (م) (ش).
(٢) له ترجمة في "تاريخ ابن عساكر" (خ) (س): ١٤/ ٤٩٤، و"خريدة القصر" قسم شعراء مصر: ٢/ ٢١٦ - ٢١٧، و"الوافي بالوفيات": ٢٤/ ٣١١ - ٣١٢، وعندهم وفاته سنة (٥٢١ هـ).
(٣) البيتان في "تاريخ ابن عساكر" و"الخريدة".
(٤) ما بين حاصرتين من (ح).