للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو عثمان النَّهدِيّ

واسمه عبد الرحمن بن مَلّ بن عمرو بن عَدي [بن وهب] بن ربيعة الحِميَريّ، والله أعلم (١).

[عبد الملك بن عمر]

ابن عبد العزيز بن مروان، أمُّه فاطمة بنت عبد الملك بن مروان، وقال ابن سعد: أمّه أم ولد (٢).

وكان صالحًا زاهدًا، يُعين أباه على إقامة الحق وردِّ المظالم.

قال بعض مشيخة أهل الشام: كُنَّا نرى أن عمر بن عبد العزيز إنما أدخله في العبادة ما رأى من ابنه عبد الملك.

قال إسماعيل بن أبي حَكيم: غضب عمر بن عبد العزيز يومًا فاشتدَّ غضبُه، فقال له ابنه عبد الملك بعد أن سكن غضبُه: يا أمير المؤمنين، أنت في قَدْر نعمة الله عليك، وموضعك الذي وضعك فيه، وما ولاك من أمر عباده، يبلغ بك الغضب ما أرى؟ قال: كيف قلت؟ فأعاد عليه كلامَه، فقال: يا عبد الملك، وأنت ما تغضب؟ فقال: وما تنفعني سَعَةُ جوفي إن لم أُرَدِّد فيه الغضب حتَّى لا يظهر منه شيء أكرهه؟

ودخل عبد الملك على أبيه وعنده مَسْلمة بن عبد الملك فقال: يا أمير المؤمنين، أَخْلِني فلي حاجة، قال: دون عمك مَسلمة؟ قال: نعم، فخرج مَسلمة، فجلس بين يديه وقال: ما أنت قائلٌ غدا لربك إذا سألك فقال: رأيتَ بِدعةً فلم تُمتْها، أو سُنَّة فلم تُحْيِها؟! فقال له: يا بني، أشيءٌ حمَّلك الرعية إلي، أم رأي رأيتَه من قِبَل نفسك؟


(١) لم يذكر له أخبارًا، وانظر ترجمته في "طبقات ابن سعد" ٩/ ٩٦، و "المنتظم" ٧/ ٦٠، و "السير" ٤/ ١٧٥ والمصادر في حواشيهما.
(٢) "طبقات ابن سعد" ٧/ ٣٢٤، ولم أقف على مَن ذكر أن أمه فاطمة، بل ذكر المؤرخون أن أمه أم ولد.