للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل وفيها توفي

جُلَيبيب (١)

من بني ثعلبةَ، حليف الأنصار، وهو من الطبقة الأولى من الأنصار.

قال الإِمام أحمد: حدثنا عفان، وقال ابن سعد: حدثنا عارم قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن كِنانة بن نُعَيم العَدَوي، عن أبي بَرْزَةَ الأسلمي: أن جُلَيبيبًا كان امرءًا من الأنصار، وكان أصحاب رسول الله إذا كان لأحدهم أيَّمٌ، لم يزوَّجْها حتى يُعْلِمَ رسولَ الله ؛ ألَهُ فيها حاجةٌ أم لا؟ فقال رسول الله ذات يوم لرجل من الأنصار: "أَتُزوَّجني ابْنَتَك"؟ قال: نعم. قال: "لَستُ أُريدُها لِنَفْسِي" قال: فَلِمَن؟ قال: "جُلَيبيب"، قال: حتى أستأمر أُمَّها، فأَخبرها. فقالت: حَلْقى، لَعَمْرُ اللهِ لا أُزوِّجُها، فلما قام أبوها ليأتيَ رسولَ الله ، قالت الفتاةُ من خِدرها: من خطبني إليكما؟ قالا: رسولُ الله ، قالت: أفتردَّانِ على رسول الله أمره؟ ادْفَعاني إليه، فإنه لا يُضَيِّعُني.

فذهب أبوها إلى رسول الله فقال: شأنك بها، فزوِّجْها من شئت. فزوَّجها جُلَيْبيبًا، فقال رسول الله : "اللَّهمَّ صُبَّ عليهمُ الخَيْرَ صَبًّا، ولا تَجعَل عَيشَهُما كدًّا". فبينا رسول الله في مغزى له، قال: "هَل تَفْقِدُونَ من أَحَدٍ"؟ قالوا: نفقد فلانًا وفلانًا. فقال: "ولَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيبيبًا. فَاطْلُبُوه"، فوجدوه في القتلى إلى جانب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه، فقال رسول الله : "هَذا منَّي وأنا مِنهُ"، فوضعه رسول الله على ساعديه حتى حفروا له، ماله سَريرٌ إلَّا ساعِدَيْ رسول الله حتى وضعه في قبره. قال ثابت: فما كان في الأنصار أيِّمٌ أنْفَقَ منها (٢).

وقول المرأة: "حلقى" بإسكان اللام مخففة معناه: أصابها وجع في حلقها.

خلاّد بن سُوَيْد

ابن ثعلبةَ الأنصاري الخزرجي (٣) من الطبقة الأولى من الأنصار، وأمه عَمْرة بنت


(١) "الطبقات الكبرى" ٥/ ٣٩٣، و"المنتظم" ٣/ ٢٤١، و"الإصابة" ١/ ٢٤٢.
(٢) أخرجه ابن سعد "الطبقات الكبرى" ٥/ ٣٩٣ - ٣٩٤، وأحمد في "مسنده" (١٩٧٨٤).
(٣) "الطبقات الكبرى" ٥/ ٤٩١، و"تاريخ الطبري" ٢/ ٥٩٣، و"المنتظم" ٣/ ٢٤٢، و"الإصابة" ١/ ٤٥٤.