للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[معاوية بن يزيد بن معاوية]

مات حتف أنفِه. وقيل: إن بني أمية دَسُّوا إليه سُمًّا، فأكله فمات وقيل: إنَّه فُلِجَ ومات، وكان الضحَّاك يصلِّي بالنّاس.

وقيل لمعاوية: ألا تستخلف أخاك خالدًا؟ فقال: لا أتحمَّلُها حيًّا ولا ميتًا.

ولما احتُضر اجتمع إليه بنو أمية وقالوا له: اعهد إلى من ترى من أهل بيتك. فقال: والله ما ذُقْتُ حلاوةَ خلافتكم، وفكيف أتقلَّد وِزْرَها؟!

وفي رواية: كيف أتعجَّلُ مرارتها وتتعجلُون أنتم حلاوتها؟ اللهم إني بريءٌ منها متخلٍّ عنها، اللهم إنّي لا أجدُ [نفرًا] كأهلِ الشورى فاجعلها إليهم فينصبون من يرون لها أهلًا (١).

ثم قال لحسان بن مالك خازن بيت المال: احفظ ما قِبَلك حتى يجتمع الناس على إمام يرضَوْنه (٢).

وصلَّى عليه الوليد بن عُتبة، فكبَّرَ تكبيرتين، فطُعن في الثالثة، فوقع ميتًا، فتقدَّم عثمان بن عنبسة، فصلَّى عليه، ودُفن بالباب الصغير عند قبور آبائه، وبكى الناس عليه، وحزنوا لفقده لعفَّته وزَهادته، وكان رَبْعًا نحيفًا تعتريه صُفْرة، ونقش خاتمه: الدنيا غرورة.

و [كانت] (٣) مدة ولايته أربعين يومًا، وقيل: ستين. وقيل: عشرين. وقيل: ثلاثة أشهر.

وعاش ثلاثًا وعشرين سنة. وقيل: خمس عشرة سنة. وقيل: عشرين سنة. وقيل: ثلاثة عشر. والأول أصحّ (٤).


(١) ينظر "مروج الذهب" ٥/ ١٦٩، وفيه: ينصبون من يرون الخ (بدون فاء) وهو الأشبه. وما سلف بين حاصرتين منه.
(٢) ينظر "أنساب الأشراف " ٤/ ٣٩٨ و ٣٩٩.
(٣) ما بين حاصرتين لضرورة السياق.
(٤) ينظر "أنساب الأشراف" ٤/ ٣٩٦ - ٣٩٧، و"تاريخ دمشق" ٦٨/ ٤٠٤ - ٤٠٩ (طبعة مجمع دمشق).