للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السلار، وأخو سياروخ، وحج الشام،] (١) فجاء محمد بن ياقوت [أمير الحاج العراقي،] (١) فدخل خيمة ربيعة خاتون مستجيرًا بها، ومعه خاتون أُمُّ جلال الدين، فبعثت ربيعة [خاتون] (١) ابن السَّلَّار إلى قتادة تقول: ما ذَنْبُ النَّاس، قد قتلت القاتل، وجعلتَ ذلك وسيلة إلى نَهْبِ المسلمين، واستحللت الدِّماءَ في الشهر الحرام في الحرم والمال، وقد عَرَفْتَ مَنْ نحن، ومَنْ أولاد أخي، والله لئن لم تنته لأفعلنَّ ولأفعلن. فجاء إليه ابنُ السَّلَّار وخوَّفه، وقال: ارجع عن هذا وإلا قَصَدَك الخليفةُ من العراق، ونحن من الشَّام. فكفَّ عنهم، وطلب مئة [ألف دينار، فجمعوا له ثلاثين ألفًا من أمير الحاج العراقي، ومن] (١) خاتون أُمِّ جلال الدين، وأقام النَّاس ثلاثة أيام حول خيمة ربيعة خاتون بين قتيلٍ وجريحٍ، ومسلوب وجائع وعُرْيان، وقال قتادة: ما فعل هذا إلا الخليفة، ولئن عاد قرَّب أحد من بغداد إلى ها هنا لأقتلن الجميع.

ويقال: إنه أخذ من المال والمتاع وغيره ما قيمته ألفا ألف دينار، وأَذِنَ للنَّاس في الدخول إلى مكة، فدخل الأصحاء والأقوياء، فطافوا وأيّ طواف! ومعظمُ النَّاس ما دخل، ورحلوا إلى المدينة، ودخلوا بغداد على غايةٍ من الفقر والذُّلِّ والهَوَان، ولم ينتطح فيها عَنْزان.

وفيها توفي

الحسن بن محمد بن الحسن (٢)

أبو سَعْد، تاج الدين بن حَمْدُون، مصنف كتاب "التذكرة" (٣).

قرأ اللغة على ابن العَصَّار، وولي المارَسْتان العَضُدي، وأُغري بجَمْعِ الكُتُب والخطوط المَنْسُوبة، وتوفي بمدائن كِسْرى، وحُمِلَ إلى مقابر قريش، فدفن بها، وكان فاضلًا، بارعًا.


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) له ترجمة في "معجم الأدباء": ٩/ ١٨٤ - ١٨٩، و"الكامل": ١٢/ ٢٩٩، و"التكملة" للمنذري: ٢/ ٢٢٠ - ٢٢١، و"المذيل على الروضتين": ١/ ٢٣١، وفيه تتمة مصادر ترجمته.
(٣) كذا قال، وقد وهم في ذلك، والصحيح أن مصنف "التذكرة" هو والده محمد بن الحسن المتوفى سنة (٥٦٢ هـ)، وقد حقق الكتاب الدكتور إحسان عباس، ونشرته دار صادر في بيروت سنة ١٩٩٦ م.