للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها بعث الخليفة خاتمه إلى وجه السَّبع إلى الشَّام، وبعث معه العادل رسولًا، فأكرمه الخليفة، وولى وجه السبع الكوفة إقطاعًا.

وفي شعبان قدم أيدغمش من هَمَذَان إلى بغداد، وكان منكلي مملوك أزبك قد طرده من هَمَذَان، فاحتفل له الخليفة، وأخرج جميع أرباب الدولة للقائه، وأقام له الضِّيافات العظيمة.

وفيها أمر الخليفة أن يُقرأ "مسند أحمد بن حنبل" -رحمة الله عليه- بمشهد موسى بن جعفر بحضرة صفيِّ الدِّين محمد بن مَعَدّ الموسوي بالإجازة عن الخليفة، وأول ما قُرئ منه مسند أبي بكر الصِّدِّيق -رضوان الله عليه- وحديث فَدَك، وما جرى فيها.

وفيها قُبِضَ على أبي جعفر محمد بن النَّاعم؛ حاجب الباب، وظَهَرَ أَنَّه خان في الأموال، فاستؤصل، وضُرِبَ بالخشب إلى أن مات تحت الضَّرب، ورمي بدِجْلة، وكان شيخًا جَبَّارًا ظالمًا، جبَّاهًا بالقبيح.

وحج بالنَّاس من العراق علاءُ الدين محمد بنُ ياقوت نيابةً عن أبيه، ومعه ابنُ أبي فراس يفقهه ويدئره، وفي الحج أُمُّ جلال الدين، وحَجَّ من الشَّام الصَّمصام أخو سياروخ على حَجِّ دمشق، ومن القدس الشُّجاع علي بن السَّلَّار أميرًا [على حج القدس] (١)، وكانت ربيعة خاتون بنت أيوب أخت صلاح الدين في الحج، فلما كان يوم النحر بمِنى بعدما رمى النَّاس الجمرة وَثَبَ الإسماعيلية على رجلٍ شريف من بني عم قتادة أشبه الناس به، وظنوه إياه، فقتلوه عند الجمرة، ويقال: إنَّ الذي قتله كان مع أُمِّ جلال الدين، وثار عبيد مكة والأشراف، وصَعِدُوا على الجبلين بمنى، وهلَّلوا، وكبَّروا، وضربوا النَّاس بالحجارة والمقاليع والنُّشَّاب، ونهبوا النَّاس يوم العيد والليلة واليوم الثاني، وقتل من الفريقين جماعة، فقال ابنُ أبي فراس لمحمد بن ياقوت: ارحلوا بنا إلى الزاهر منزلة الشَّاميين. فلما حصلت الأثقال على الجمال حَمَلَ قتادة أميرُ مكة والعبيد عليهم، فأخذوا الجميعَ إلا القليل، وقال قتادة: ما كان المقصود إلا أنا، والله لا أبقيتُ من حاجِّ العراق أحدًا، [وكانت ربيعة خاتون بالزَّاهر، ومعها ابن


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).