للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذَرَاها في الرِّيح، ومضى إلى صنعاء، فحلف شمسُ الدَّولة لا ينتهي عنه حتى يقتله ويحرقه كما فعل بأبيه، وسار خَلْفه، فرجع إلى زبيد، وعاد شمس الدولة إليها فظفر به، فأخذ ما كان معه، وقتله وصلبه وحَرَقه كما فعل بعظام أبيه.

عُمارة اليمني بن الحسن (١)

[أبو حمزة الشاعر] (٢).

قلت (٣): وقال القاضي شمس الدولة بن خَلِّكان قاضي القضاة : هو أبو محمَّد عُمارة ابن أبي الحسن علي بن زيد بن بدران بن أحمد بن محمَّد بن سليمان الحَكَمي (٤)، الملقب نجم الدِّين، الشَّاعر، بلغ الحُلم سنة تسعٍ وعشرين وخمس مئة، وشُنق يوم السبت ثاني رمضان سنة تسعٍ وستين بالقاهرة (٥) -وهو من جبال اليمن من مدينة مُرْطان، بينها وبين مكة في مهبِّ الجنوب أحد عشر يومًا (٦).

وهو من قحطان من ولد سَعْد العشيرة، كان فقيهًا فصيحًا، أقام بزبيد مدَّةً يُقرأ عليه مذهب الشَّافعي رحمة الله عليه، وله في الفرائض مصنَّف مشهور باليمن، واستحلفه أبوه أن لا يهجو أحدًا، ومدح المِصْريين (٧)، فقرَّبوه، وأعطوه الأموال، وكان عندهم بمنزلة الوزير، وخَدَمَ الملكة أم فاتك صاحب زبيد، وحجَّ معها، فحصل له مالٌ عظيم، ثم طرأت أمور باليمن اقتضت خروجه منها في سنة تسعٍ وأربعين وخمس مئة، ومات فيها أمير الحرمين هاشم، فكلَّفه ولده قاسم السِّفارة له عند الدولة المصرية، فقَدِمَ مِصْر سنة خمسين وصاحبها الفائز بن الظَّافر والوزير طلائع بن رُزِّيك، فدخل عليهما، ومدحهما بقوله: [من البسيط]


(١) له ترجمة في "خريدة القصر" قسم شعراء الشام: ٣/ ١٠١ - ١٤١، و"الروضتين": ٢/ ٢٨٢ - ٣٠٥، و"مفرج الكروب": ١/ ٢١٢ - ٢٣٨، "وفيات الأعيان": ٣/ ٤٣١ - ٤٣٦، و"سير أعلام النبلاء": ٢٠/ ٥٩٢ - ٥٩٦، وفيه تتمة مصادر ترجمته. وفي كتابه "النكت العصرية" أطراف من سيرته الذاتية، ومقطعات من شعره.
(٢) ما بين حاصرتين من (م) و (ش)، وكذا سماه السِّبْط وكنَّاه.
(٣) القائل هو قطب الدين اليونيني، مختصر مرآة الزمان.
(٤) انظر الاختلاف في نسبه في حواشي "وفيات الأعيان": ٣/ ٤٣١ - ٤٣٢.
(٥) "وفيات الأعيان": ٣/ ٤٣١، ٤٣٥.
(٦) إلى هنا ينتهي النقل من "وفيات الأعيان".
(٧) في (م) و (ش): ذكره العماد في "الخريدة"، وقال: مدح المصريين - قلت: وليس الخبر في "الخريدة".