للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أبو الجهم: أنا استخرجتُه من الماء غريقًا، فدفنتُه بالفلُّوجة (١).

محمَّد بن أبي بكر بن محمَّد

ابن عَمرو بن حَزْم، أبو عبد الملك الأنصاري، من الطبقة الرابعة من أهل المدينة، وأمُّه فاطمةُ بنتُ عُمارة من بني النجار.

وليَ قضاء المدينة، وكان يقضي (٢) في المسجد، فإذا قضى قضاءً يُخالف الحديث ورجع إلى منزله؛ قال له أخوه عبدُ الله، وكان صالحًا: يا أخي، قضيتَ اليومَ بكذا وكذا، فيقول: نعم. فيقول عبد الله: فأين أنتَ من الحديث؟ فيقول محمَّد: فأين العملُ؟ يعني ما أجمع عليه أهلُ المدينة. ومعناه أنَّ إجماعَهم أقوى من الحديث، وبه أخذَ مالك.

مات محمَّد بالمدينة وهو ابنُ اثنتين وسبعين سنة، وله بها عقب (٣).

محمَّد بن عبد الملك بن مروان

أخو سعيد لأبويه (٤)، أمّهما أمَّ ولد، كان ناسكًا يسكن الأردنّ.

وهو من الطبقة الرابعة من أهل الشام. ولَّاه مصرَ أخوه هشامُ سنة خمس ومئة، وعزلَه سنة ستٍّ ومئة.

وحجَّ بالناس سنة ثلاثين ومئة، وقتلَه عبدُ الله بنُ عليّ بنهر أبي فُطْرُس.

حدَّث عن رجل عن أبي هريرة، وسمع من المغيرة بن شعبة، وروى عنه الأوزاعيُّ وغيرُه، وكان ثقة (٥).


(١) قوله: فدفنته بالفلوجة، من (د).
(٢) في (د): يقص، وهو خطأ.
(٣) طبقات ابن سعد ٧/ ٤٩٠ - ٤٩١.
(٤) ذكر ابن سعد في "طبقاته" ٧/ ٢٢١ أولاد عبد الملك، وذكر منهم عبد الله ومسلمة والمنذر وعنبسة ومحمدًا وسعيد الخير والحجاج لأمَّهات أولاد. ولم أقف على من ذكر أن أمَّ محمَّد هي أيضًا أمَّ سعيد.
(٥) ينظر ما سبق في هذه الترجمة في "تاريخ دمشق" ٦٣/ ١٥٧ - ١٦٢ (طبعة مجمع دمشق).