للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن سعد بإسناده عن سُويد أبي حاتمٍ قال: سمعتُ الحسن، وسأله رجل: أشربُ من ماء هذه السِّقاية التي في المسجد فإنَّها صدقةٌ؟ فقال الحسنُ: قد شرب أبو بكر وعمرُ من سقاية أمِّ سعدٍ، فمَهْ؟

وقال ابن سعدٍ بإسناده عن ابن عباسٍ، أن سعد بن عُبادة ماتت أمّه وهو غائبٌ عنها، فسأل رسول اللَّه: أفينفعُها أن أتصدَّق عنها؟ قال: "نعم"، قال: فإنِّي أُشهِدُك أن حائطي المِخْراف صدقةٌ عنها (١).

قلتُ: وقد ذكرنا [أن] أمَّ سعد تُوفيت وسعدٌ مع النبي ﷺ في غزاة دومة الجَنْدل، وكانت في شهر ربيعٍ الأول سنة خمسٍ من الهجرة، فلما قَدِم رسول اللَّه المدينة أتى قبرَها فصلَّى عليها (٢).

واسمُ أمِّ سعد عَمرة بنتُ مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة، وكانت من المبايعات، وليس في الصحابيَّات من اسمها عَمرة بنت مسعودٍ غيرها. فأما عمرة غير بنت مسعود فكثير (٣).

عبد اللَّه بن الزِّبَعْرَى

ابن قيس بن عديّ بن سعد بن سهم (٤) الهاشمي الشاعر، كان يهجو رسول اللَّه ﷺ وأصحابَه، فلما كان يومُ الفتح هرب إلى نَجران، فكتب إليه حسان بن ثابت ﵀: [من الكامل]:

لا تَعدَمَنْ رجلًا أحلَّك بُغضُه … نجرانَ في عَيشٍ أحذَّ لئيمِ

غضب الإله على الزِّبَعْرى وابنِه … وعذابُ سوءٍ في الحياةِ مُقيمِ (٥)


(١) الخبران في طبقات ابن سعد ٣/ ٥٦٨.
(٢) سلف.
(٣) انظر تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٣٩، وانظر في ترجمة سعد بن عبادة إضافة إلى ما سبق: المعارف ٢٥٩، والاستيعاب (٨٩٦)، والمنتظم ٤/ ١٩٨، والاستبصار ٩٣، وتهذيب الكمال (٢١٩٨) وفروعه، والإصابة ٢/ ٣٠.
(٤) في (أ) و (خ): تميم، وترجمة ابن الزبعرى ليست في (ك)، والمثبت من طبقات ابن سعد ٦/ ١٠٨، وطبقات فحول الشعراء ٢٣٣، والأغاني ١٥/ ١٧٩، والاستيعاب (١٣٧٨)، والمنتظم ٤/ ٢٠٠، والتبيين ٤٦٩، والإصابة ٢/ ٣٠٨.
(٥) ديوان حسان ٤١٦.