للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَلِّبْ وفَتِّشْها بسمعِكَ إنَّما … هي جوهرٌ تختارُه الأسماعُ

كَسَدتْ علينا بالشَّآمِ وكُلَّما … قلَّ النِّفاقُ تعطَّلَ الصُّنَّاعُ

فأتاكَ يحمِلُها إليكَ تِجارُها … ومَطِيُّها الآمالُ والأطماعُ

حتَّى أناخوها ببابِكَ والرَّجا … من دونِك السمسارُ والبيَّاعُ

فوهَبْتَ ما لم يُعْطِهِ فِي دهرِهِ … هَرِمٌ ولا كعبٌ ولا القعقاعُ

وسبقْتَ هذا النَّاس فِي طلب العُلا … فالناسُ بعدكَ كلُّهمْ أتباعُ

يَا بدرُ أُقسِمُ لو بِكَ اعتصمَ الورى … ولَجَوْا إليك جميعهُم ما ضاعوا

وكان على يده بازٍ، فدفعه إِلَى البازدار، وقبض على يد علقمة، وانفرد به عن الجيش، وجعل يستنشده الأبيات ويردِّدُها حتَّى عاد إِلَى مجلسه، ثم التفت إِلَى غلمانه وخاصَّته وقال: مَنْ أحبَّني فليخلَعْ عليه. قال علقمة: فوالله لقد خرجتُ من عنده ومعي وقر سبعين بغلًا من الخلع، وأمر لي بعشرة آلاف درهم، فقلت لمن ببابه من الشعراء والقُصَّاد: يَا متخلفين الحقوا بي إِلَى منزلي. فلحِقُوني، مامنهم إلَّا من خلعتُ عليه وأعطيتُه من جائزتي.

تركان بنت طغراج الملك (١)

من نسل أفراسياب ملك الفرس، وكانت حازمةً [حافظةً] (٢) شهمة، قادت الجيوش، وكان فِي خدمتها عشرة آلاف فارس إِلَى أن توفِّيت، ودبَّرت الأمور بعد موت ملك شاه، وحفظت أموال التجار فلم يذهب لهم عقال، وكانت صاحبة أَصبهان، وتباشر الحروب، وتوفِّيت فِي رمضان. وقيل: إنما سُمَّت فِي الطريق.

الحسن بن أسد (٣)

أبو نصر، الفارقي، الشَّاعر، قد ذكرنا أنَّه سلَّم ميَّافارقين إِلَى منصور بن مروان، فلما دخلها تُتُش اختفى، فلمَّا عاد تُتُش إِلَى حرَّان ظهر ووقف بين يديه، وأنشده: [من البسيط]


(١) المنتظم ١٧/ ١٤، والكامل ١٠/ ٢٤٠.
(٢) ما بين حاصرتين المنتظم.
(٣) معجم الأدباء ٨/ ٥٤ - ٧٥. وتنظر بقية المصادر فِي السير ١٩/ ٨٠.