للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يُمَكِّنْه القادرُ خوفًا منه، ووليَ نقابةَ الطالبيين سنة أربع وخمسين، ثمَّ صُرِف عنها سنة ستين، ثمَّ أُعيد في صفر سنة ست وتسعين، ثمَّ مرض، فقُلِّد النقابةَ غيرُه، ثمَّ أُعيدَ عند وفاة محمَّد بن عمر، وأُضيف إليه المظالمُ والحجُّ، ثمَّ عُزِلَ، ثمَّ أُعيد - وهي الولاية الخامسة - فمات وهو نقيب، وكان ذا مروءةٍ ظاهرة، وكرمٍ وافر، وأخلاقٍ جميلة، وإحسانٍ متواتر، وكانت الأمراض قد استولت عليه، وأضرَّ في آخر عمره، ومات ببغداد عن سبع وتسعين سنة، وصلَّى عليه ابنُه المرتضى، ودُفِنَ في داره، ثمَّ نُقِلَ إلى مشهد الحسين ، ورثاه ولده المرتضى فقال: [من الوافر]

سلامُ اللهِ تنقلُهُ الليالي … ويهديه الغدوُّ إلى الرَّواحِ

على جدثٍ تفرَّعَ من لؤيٍّ … بينبوعِ العبادةِ والصَّلاحِ

فتىً لَم يَرْوَ إلَّا مِنْ حلالٍ … ولَمْ يَكُ زادُهُ غيرَ المُباحِ

ولا دُنِسَتْ له أُزْرٌ بِوزْرٍ … ولا عَلِقَتْ له راحٌ براحِ

خفيفُ الظَّهرِ من نقلِ الخطايا … وعُريانُ الجوانِح من جناحِ

مسوقٌ في الأمورِ إلى هُداها … ومدلولٌ على بابِ النجاحِ

من القومِ الذين لهم قلوبٌ … بذكر اللهِ عامرةُ النَّواحي

بأجسام من التقوى مِراضٍ … لِمُبْصِرِها وأديانٍ صحاحِ

أبو الحسين بن الرَّفَّاء (١)

القارئ، المُجيد، الطيِّب الصوت، قد ذكرنا قصته مع الأُصَيفر، وكانت وفاتُه ببغداد في هذه السنة.

[وفيها تُوفِّي]

أبو عبد الله القُمِّي

التاجر، المصري، بزَّاز خزانة الحاكم، كان ذا مالٍ عظيم، حجَّ في هذه السنة من مصر، فتوفِّي في ذي القعدة بين مصر ومكة (٢) لعِلَّةٍ، فحُمِلَ إلى البقيع فدفن في جوار


(١) ينظر ما تقدم من أحواله في أحداث السنة الرابعة والتسعين وثلاث مئة.
(٢) في (خ): والمدينة، والمثبت من (ب)، وهو موافق لما في النجوم الزاهرة ٤/ ٢٢٤.