للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولمَّا احتضر بكى أهله، فقال: إنما يُبكى على الشباب، أما من جاوز التسعين فلا معنى للبكاء عليه.

المُظفَّر (١)

ابن رئيس الرؤساء أبي القاسم الوزير بن المسلمة، أبو الفتح، قرأ القرآن، وسمع الحديث، وكان عارفًا بالفقه والأدب، وكانت دارُه مجمع العلماء والفضلاء، وأقام أبو إسحاق الشيرازي أبداره حتَّى تُوفي بها المظفَّر في ذي القعدة، ودُفن عند أبي إسحاق الشيرازي (٢)] وكان جليلًا نبيلًا.

نصر بن علي (٣)

ابن المُقلِّد بن نصر بن منقذ، أبو المُرْهَف، الكِناني، عِزُّ الدولة، مَلَكَ شَيزَر بعد أبيه، وكان [يُعنى] بتربية إخوته وقام بها أحسن قيام، ولمَّا قدم ملك شاه الشام سلَّم إليه فامية وكفر طاب واللاذقية، وكان شجاعًا، سمحًا، صوَّامًا، قوَّامًا، بارًّا بوالديه، وفيه يقول أبوه علي بن المُقلِّد من أبيات: [من الطويل]

جزى اللهُ نصرًا خيرَ ما جُزِيَتْ بِهِ … رجالٌ قضَوا فرض العُلا وتنقَّلوا

هو الولدُ البَرُّ اللطيفُ فإن رمى … به حادِث فَهْوَ الحِمامُ المُعَجَّلُ

سألقاكَ يومَ الحشرِ أبيضَ واضحًا … وأشكرُ عندَ اللهِ ما كنتَ تفعلُ

إلى اللهِ أشكو من فراقِكَ لوعةً … تَوَقَّدُ في الأحشاءِ ثمَّ تَرَحَّلُ (٤)

تُفدِّيك يا نصرٌ رجالٌ محلُّهمْ … من المجدِ والإحسانِ أن يتقوَّلوا (٥)

وقال أبو عبد الله محمد بن أبي سلامة مرشد بن علي: لم يكن أهل الشام يعرفون الغدر، وفد أبو مسلم بن سليم أحدُ بُناة المعرة على والي حلب ظنًّا منه أن الناس كما


(١) المنتظم ١٧/ ٤٦.
(٢) ما بين حاصرتين من (ب).
(٣) تاريخ دمشق ٦٢/ ٣٦ - ٣٩.
(٤) في تاريخ دمشق: تزلزلوا.
(٥) كذا في الأصلين (خ) و (ب)، ومعجم الأدباء ٥/ ٢٤٢: يتطوَّلوا. وفي تاريخ دمشق، وخريدة القصر ١/ ٥٧٠: يقوَّلوا.