للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول نَصْر بن محمَّد الحنفي: [من الكامل]

مَنْ قال أهل الشَّام قومٌ كلُّهمْ … بَقَرٌ فليسَ عليه فيه جُناحُ

لو لم يصحَّ مقالُهم فيه لما … أضحى يسوسُ أمورَهُمْ فلَّاحُ

[قلت: ما كان ابن جرير فلاحًا، وعامة الوزراء كانوا فلاحين مثل ابن هبيرة وغيره] (١).

أبو عبد الله، البِرْزالي، المحدِّث (٢)

توفِّي بحماة رابع وعشرين رمضان، ودُفِنَ بها.

السَّنة السَّابعة والثَّلاثون وست مئة

فيها هَجَمَ الصَّالح إسماعيل دمشق، ومعه أسد الدين صاحب حمص يوم الثّلاثاء سابع وعشرين صفر، وكان الصَّالح أَيُّوب مقيمًا بنابلس، وإسماعيل ببَعْلَبَك يكاتبه، ويَعِدُه أَنَّه واصل إِلَى خِدْمته، وكان أسدُ الدِّين قد جاء إِلَى الزراعة، واجتمع بإسماعيل، واتَّفقا على أَيُّوب، وأن تكون البلاد بينهما مناصفة، وكان ابن إسماعيل وابن يغمور بنابُلُس كما ذكرنا، وكان عِزُّ الدِّين أيبك مقيمًا بصَرْخد، لم ينزل إِلَى خدمة أَيُّوب، واتَّفق مع إسماعيل على أَيُّوب، وكتب إسماعيل [إِلَى أَيُّوب] (١) يطلب ولده ليصل إليه، ويقيم عوضه ببعلبك. فبعَثَ إليه به، وكل هذا وأم عام نائمة، وكان ذلك بترتيب [السَّامري] (١) أبي الحسن بن غزال المتطبّب؛ وزير إسماعيل، وكان الصَّالح أَيُّوب قد سيَّر سعدَ الدِّين الحكيم من نابُلُس، ومعه الطُّيور إِلَى بَعْلَبَك يعرِّفه أخبار الصَّالح إسماعيل كل وقت ومسيره، فكان سعد الدين يكتُبُ الكُتُبَ، ويربطها على جناح الطَّير، فيسرق ابن غزال الطَّير، ويكتُبُ إِلَى أَيُّوب بما يريد، فاطمأنَّ إليهم، [وما كان عنده دهاء] (١) وكان سليم الصَّدْر، وإسماعيل يبعث الدَّراهم والخِلَع إِلَى دار ابنِ سلام -على ما قالوا- تفرَّق فِي المقدَّمين، وخرج إسماعيل من بَعْلَبَك بالفارس


(١) ما بين حاصرتين من (ش).
(٢) هو أبو عبد الله، محمَّد بن يوسف، وله ترجمة فِي "التكملة" للمنذري: ٣/ ٥١٤ - ٥١٥، و"المذيل على الروضتين": ٢/ ٤٨ - ٤٩، وفيه تتمة مصادر ترجمته.