للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر كتاب مروان بن محمد إلى الغَمْر بن يزيد يأمرُه بالطلب بدم أخيه [الوليد]

من جملته:

أمَّا بعد، فإنَّ هذه الخلافة من الله على مناهج نُبوَّة رسلِه، وإقامةِ شرائعِ دينِه، أكرمَهم الله بما قلَّدهم منها (١)، يُعزُّهم ويُعزُّ مَنْ (٢) أعَزَّهم، والحَين على من ناوأهم وابتغَى غيرَ سبيلهم، فلم يزالوا أهلَ رعايةٍ لما استودعهم اللهُ منها، يقومُ بحقِّها ناهضٌ بعد ناهض بأنصار لها من المسلمين، وكان أهلُ الشام فيها أحسنَ طاعة، وأذبَّ عن حرمة، وأوْفَى بعهد، وأشدَّ نِكايةً في مارقٍ مخالفٍ ناكث، ناكبٍ عن الحق، فَدرَّتْ نِعَمُ اللهِ عليهم [قد عُمر بهم الإسلام، وكُبِتَ بهم الشركُ وأهلُه] وقد نبذوا أمر الله، وحاولوا نكث العهود وقام بذلك من أَشعلَ ضِرامَها وإن كانت القلوبُ عنه نافرة، ولن يَضِيعَ دمُ الخليفة المظلوم.

وذكر كلامًا طويلًا، وقال في آخره: وما إطراقي إلا لأنتظر ما يأتيني عنك، وأسطوَ بانتقام، وأُشَمِّرَ للقدريَّة إزاري، وأضربَهم بسيفي، فلا تَهِنْ عن ثأر أخيك، فإنَّ الله جارُك وكافيك. والسلام (٣).

وفيها بعثَ إبراهيمُ بنُ محمد الإمامُ بُكَيرَ بنَ ماهان إلى خُراسان ينعى محمدًا أباه، ويُوقفُهم على وصيِّته إلى إبراهيم (٤).

وفيها أخذ يزيدُ بن الوليد البيعةَ لأخيه إبراهيمَ بنِ الوليد، وجعلَه وفيَ عهدِه، ومن بعده لعبد العزيز بن الحجَّاج بن عبد الملك [بن مروان] لكونه باشرَ قتلَ الوليدِ بنِ يزيد، وذلك لأنَّ يزيد بن الوليد مرضَ، فقيل له: اعهد وانظر للمسلمين. فعهدَ إلى إبراهيم، ثم إلى عبد العزيز.

[قال الطبري: حملته القدريَّة على ذلك. يعني أن يزيد بن الوليد كان قدريًّا] (٥).


(١) في (خ): منا.
(٢) في (خ): على، بدل: مَنْ.
(٣) بنحوه في "تاريخ" الطبري ٧/ ٢٨١ - ٢٨٢. وما سلف بين حاصرتين منه. ومن قوله: وكان عبد الله بن عمر متألهًا (قبل خمس صفحات). . . إلى هذا الموضع، ليس في (ص).
(٤) تاريخ الطبري ٧/ ٢٩٤ - ٢٩٥.
(٥) قول الطبري هذا بنحوه في "تاريخه" ٧/ ٢٩٥، وليس بلفظه. وهذا الكلام بين حاصرتين من (ص).