للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمود بن زَنْكي بن آق سُنْقُر (١)

أبو القاسم، الملك العادل نور الدين، رحمه الله تعالى.

[اعلم أن سيرة نور الدين أولى ما صرفت العناية إليها، واعتمد في اغتناء الفضائل عليها، تحثُّ الطالب على نيل المطالب، وتعدل بهمة الراغب على تحصيل الرغائب، وقد ذكر العلماء سيرته، وسطر الفضلاء ترجمته، وقد جمعت في كتابي هذا ما تفرَّق في تواريخهم من محاسن أخباره، وأتيت على معظم مآثره وآثاره.

ذكر مولده وصفته وطَرَف من أخباره:

ذكر الحافظ ابن عساكر أنه ولد] (٢) سنة إحدى عشرة وخمس مئة، وكان معتدل القامة، أسمر اللون، واسع الجبهة، حسن الصُّورة، لحيته شعراتٌ خفيفة في حنكه.

[قال] (٣): ونشأ على الخير والصَّلاح، وقرأ القرآن، [وكان مواظبًا على] (٣) العبادة، [وكان] (٣) قليل المخالطة للجُنْد، وكان [أبوه] (٣) زنكي يقدمه على أولاده ويرى فيه مخايل النجابة.

[قال] (٣): وفتح نيفًا وخمسين حِصْنًا، منها: تل با شر، وعَزَاز، ومَرْعَش، وبَهَسْنى، وتل خالد، وحارم، والمَرْزُبان، ورَعْبان، وكيسون، وا لرُّها، وكسر إبرنس أنْطاكية، وقتله، وقتل معه ثلاثة آلاف، وأخذ من القومص ثلاث مئة ألف دينار وخمس مئة زَرَدية، وخمس مئة حصان، وخمس مئة أسير.

واتسع مُلْكه، ففتح المَوْصل والجزيرة وديار بكر والشَّام والعواصم ودمشق وبعلبك وبانياس ومِصْر واليمن، وخُطِبَ له في الدُّنيا، وأظهر السُّنَّة بحلب، وأزال الأذان بحيّ على خير العمل، وبنى بها المدارس، [وأوقف الأوقاف، وبنى سور دمشق


(١) أخباره مستفيضة في تواريخ تلك الفترة، وأفرد أبو شامة شطرًا من كتابه "الروضتين في أخبار الدولتين" في أخباره وأخبار دولته، وأوعب فيما كتب، وقد حققته، وصدر في خمسة أجزاء عن مؤسسة الرسالة في بيروت، سنة ١٩٩٧.
(٢) في (ح) قال ابن عساكر: ولد سنة، والمثبت ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٣) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).