زيد بن سهل بن الأسود بن حرَام بن عمرو بن زيد مناة بن عديّ بن عمرو بن مالك بن النّجار الأنصاري، وأمُّه عُبادة بنت مالك بن عديّ، نَجَّارية أيضًا.
وهو من الطبقة الأولى من الأنصار، شهد العَقَبة مع السّبعين، وبدرًا وأُحدًا والمشاهدَ كلَّها مع رسول الله ﷺ، وآخى بينه وبين الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي.
وكان راميًا، ورمى يومَ أُحد بين يدي رسول الله ﷺ، والنبيّ ﷺ خلفَه، وهو يقول له: بأبي أنت وأمي، لا يُصيبُك سَهم، نَحري دون نَحرك، وثبت معه يومئذٍ، ووقاه بنفسه.
وكان صَيِّتًا، قال رسول الله ﷺ:"لَصوتُ أبي طَلحة في الجيش أشدُّ على الكفّار من فئة".
وكان فارسًا راميًا، ويَخْطُر (١)، ويقول:[من الرجز]
أنا أبو طلحةَ واسمي زَيدُ … وكلّ يومٍ في سلاحي صَيدُ
وهو أولُ من أُنزل عليه النُّعاس يوم أحد، فسقط السيفُ من يده مِرارًا.
قال أنس: لما حلق رسول الله ﷺ رأسَه في حِجَّته بدأ بشِقّه الأيمن، وقال هكذا، فوَزّعه بين النَّاس، فأصابهم الشعرةُ والشعرتان وأقلّ من ذلك وأكثر، ثم قال بشِقِّه الآخر كذا، وقال:"أين أبو طلحة"، فدفعه إليه، الحديث.
وقال أنس: قتل أبو طلحة يوم حُنَين عشرين رجلًا، ولم يُفطر بعد رسول الله ﷺ إلَّا في مَرضٍ أو سَفَر حتَّى لَقي الله تعالى.
ومات بالمدينة في سنة أربع وثلاثين، وصلّى عليه عثمان رضوان الله عليه، وهو يومئذٍ ابنُ سبعين سنة، ودُفن بالبقيع، وقيل: مات بالشام سنة ثلاث وثلاثين، وقيل: مات بالبحر غازيًا.