للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لتقدُّمه وتدبيره، وخرج إليه أبو كاليجار بن مجد الدولة والتقاه، وصار في جملته، فأخذ منه قلعة طَبْرَكْ وهو مقيمٌ في خدمته، وولَّى القائمُ على قضاء واسط أبا القاسم علي بن غسان.

ولم يحجَّ أحد في هذه السنة.

وفيها تُوفي

حمزة بن الحسن (١)

ابن العباس بن الحسن بن [أبي الجنّ، واسم أبي الجنّ] (٢) الحسين بن علي بن محمد بن علي بن إسماعيل بن جعفر الصادق ، [وقد تقدم هذا، وكنية حمزة أبو يعلى، وكنية أبيه الحسن أبو محمد القاضي، وتلقَّب حمزة بفخر الدولة، وذكره أبو القاسم ابن عساكر في تاريخه وقال] (٣): وُلدَ في المُحرَّم سنة تسع وستين وثلاث مئة، ووَليَ قضاء دمشق نيابة عن الظاهر بن الحاكم، وَولي النقابة بمصر، وجدَّد بدمشق منابر ومساجد وقنيًا، وهو الذي أجرى الفوَّارة بجيرون، وبنى قيسارية الأشراف، وتُعرف بالفخرية ووجد في تذكرته صدقة في كل سنة سبعة آلاف دينار وسمع الحديث ورواه [عن أبي عبد الله بن أبي كامل، سمع منه سنة أربع وسبعين وثلاث مئة]، وكانت وفاته بدمشق يوم الأربعاء لعشر خلون من ربيع الأول، وكانت له جنازة لم يرَ الناس مثلها.

وقال [الحافظ ابن عساكر: قرأت في كتاب] الشريف أبي الغنائم عبد الله بن الحسين [بن محمد] النسَّابة الحسني: أردتُ السفر من [دمشق إلى] مصر فأتيته لأودِّعه وأنشدته: [من البسيط]

أستودعُ اللهَ مولايَ الشريفَ وما … يحويه من نعمٍ تبقى ويوليها

فإنَّني عند توديعي بحضرتِهِ … ودَّعْتُ من أجلِه الدُّنيا وما فيها


(١) تاريخ دمشق ١٥/ ١٩٨ - ١٩٩.
(٢) ما بين حاصرتين سقط من (خ)، واستُدرك من بقية النسخ.
(٣) ما بين حاصرتين من (م) و (م ١)، وجاء بدلٌ منه في (خ) و (ف): أبو يعلى فخر الدولة.