للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

علَّمْتِ بالهَجْرِ جَنْبي هَجْرَ مضجعِهِ … وبالرُّقادِ جُفُوني صُحْبةَ الحَزَنِ

لا تحسبي النَّوْمَ قد أصبحتُ أَطْلُبُه … إلا رجاءَ خيالٍ منكِ يُؤْنِسُني

تركتِني والهوى فَرْدًا أُغالِبُهُ … ونامَ ليلُكِ عن هَمٍّ يُؤَرِّقُني

سَلِمْتِ ممَّا عَنَاني فاسْتَهَنْتِ به … لا يعرف الشَّجْوَ إلا كلُّ ذي شَجَنِ

شتَّانَ بينَ خَلِيٍّ مُطْلَقٍ وَشَجٍ … في رِبْقةِ الحُبِّ كالمَصفُود في قَرَنِ

اللهَ في كَبِدي الحَرَّى عليكِ وفي … قلبي المُعَنَّى حليفِ السُّقْمِ والمِحَنِ

إنْ كان يوجِبُ ضُرِّي رَحْمتي فَرِضًى … بسوءِ حالي وَخَلِّ للضَّنى بَدَني

يَا هَمَّ نَفْسِيَ في قُرْبٍ وفي بُعدٍ … وراحة القَلْبِ في حَلٍّ وفي ظَعَنِ

حُرِمْتُ منكِ الرِّضى إنْ كان غَيَّرني … عَمَّا عَهِدْتيه شيءٌ أو يُغَيِّرُني

لو قيلَ لي نُلْ من الدُّنيا مُناكَ لما … جَعَلْتُ غَيرَكِ لي حَظًّا من الزَّمَنِ

مَنَحْتُكِ القلبَ لا أبغي به ثمنًا … إلا رِضاكِ ووافَقْرِي إلى الثَّمَنِ (١)

منصور (٢) الآمر بأحكام الله (٣)

ابن المستعلي، صاحب مِصر.

لما كان يوم الثلاثاء ثالث ذي القَعدة خَرَجَ من القاهرة، وأتى الجزيرة، وعبر بعض الجسر، فَوَثَبَ عليه قومٌ، فلعبوا عليه بالسُّيوف -وقيل: كانوا غِلْمان الأفضل- فَحُمِلَ في مركبٍ إلى القَصر، ومات من ليلته، وعمره أربعٌ وثلاثون سنة، وكانت أيامه أربعًا وعشرين سنة وشهرًا (٤).


(١) الأبيات في "المنتظم": ١٠/ ١٧ مع اختلاف في بعض الألفاظ.
(٢) في (ع): منصور أبو محمد، وقوله أبو محمد خطأ، وهو ليس في (خ)، والصواب أبو علي كما في مصادر ترجمته.
(٣) له ترجمة في "ذيل تاريخ دمشق": ٣٦٨ - ٣٦٤، و"الكامل": ١٠/ ٦٦٤ - ٦٦٥، و"وفيات الأعيان": ٥/ ٢٩٩ - ٣٠٢، و"سير أعلام النبلاء": ١٥/ ١٩٧ - ١٩٩، و"اتعاظ الحنفا": ٣/ ١٣١ - ١٣٣، وفي "السير" تتمة مصادر ترجمته.
(٤) كذا قال، وفيه متابعة لما ذكره ابن القلانسي في "ذيل تاريخ دمشق": ٣٦٢، والذي عند ابن خلكان والذهبي والمقريزي أنَّه ولي سنة (٤٩٥ هـ)، وله خمسة أعوام، فتكون أيام ولايته تسعًا وعشرين سنة وثمانية أشهر وخمسة عشر يومًا فيما ذكر المقريزي في "اتعاظ الحنفا" ٣/ ١٢٩، وانظر "الكامل": ١٠/ ٦٦٤ - ٦٦٥، و"سير أعلام النبلاء": ١٥/ ١٩٩، و"النجوم الزاهرة": ٥/ ١٧٣.