كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان

السنة الثالثة عشرة بعد المئة - يوسف بن ماهك - ج: 11 - ص: 24

قيل له: كيف ابنُك لك؟ فقال: نِعْمَ الابنُ، كفاني أمر دنيايَ، وفرَّغني لآخرتي (١).

وفد معاويةُ على عبد الملك مع الحجَّاج، فسألَه عبدُ الملك عن الحجَّاج، فقال: إن صدقناكم قَتَلْتُمونا، وإن كذبناكم خشينا الله. فنظرَ إليه الحجَّاج، فقال له عبد الملك: لا تَعْرِضْ له. فنفاه الحجَّاج بعد ذلك إلى السِّنْد (٢).

وكان معاوية يقول: مَنْ يدلُّني على بكَّاءٍ بالليل، بسَّامٍ بالنهار (٣)؟

ومات سنة ثلاث عشرة ومئة.

وأسند عن أبيه، وعن عليّ ﵇، وأنس، وابن عُمر، وغيرهم.

وقال: لَقِيتُ سبعين من الصحابة، ولو خرجوا فيكم ما عرفوا شيئًا ممَّا أنتم فيه إلا الأذان (٤).

وقال: رأيتُ في المنام -في العام الَّذي مات فيه- أبي (٥) كأنّي وإيَّاه على فرسَين، فجَرينا جميعًا، فلم أسبِقْه، ولم يسبِقْني، وعاش أبي ستًّا وتسعين سَنَةً، وقد بلغتُ سِنَّهُ. فمات في تلك السنة رحمة الله عليه.

يوسف بن ماهَك

من الطبقة الثالثة (٦) من أهل مكة، وأمُّه مُسَيكة.

مات سنة ثلاث عشرة ومئة، وقيل: سنة أربع عشرة ومئة. وكان ثقةً قليل الحديث (٧).

أسند عن ابن عَمرو، وابنِ عبَّاس، وابن عُمر، وعائشة، وأمِّ هانئ، وغيرهم (٨).

---

(١) المصدر السابق. وسترد ترجمة ابنه إياس في السنة (١٢٢).
(٢) تاريخ دمشق ٦٨/ ٣٦٦ (طبعة مجمع دمشق).
(٣) المصدر السابق ٦٨/ ٣٧٤.
(٤) تاريخ دمشق ٦٨/ ٣٧١ - ٣٧٢.
(٥) عبارة "تاريخ دمشق" ٦٨/ ٣٧٦ - ٣٧٧: قال معاوية بنُ قُرَّة عام مات: رأيت أبي … إلخ. وهي أنسب.
(٦) كذا في (ب) و (خ) (والكلام منهما)، وفي "طبقات" ابن سعد ٨/ ٣١، و"طبقات" خليفة ص ٢٨١: الثانية.
(٧) طبقات ابن سعد ٨/ ٣١.
(٨) ينظر "تهذيب الكمال" ٣٢/ ٤٥٢. ولم ترد هذه الترجمة، ولا التراجم الأربعة قبلها في (ص).