للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حوله، فسمعنا صوتًا من الهوي يقول: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾ السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، إن في الله خلفًا من كل هالك، ودركًا من كل فائت، فبالله فثقوا، وإليه فارجعوا، وإنما المصاب من حُرِم الثواب، قال ابن عمر: فسمع هذا الكلام أهل البيت والمسجد والطرق، وبكى الناس حتى كادت أنفسهم تخرج من الصراخ، وخرج الولدان والنساء والصبيان، فظنناه جبريل يعزينا في رسول الله (١).

وعن علي أنه قال: أتدرون من هذا؟ قالوا: لا، قال: هو الخضر (٢).

[ذكر ندب فاطمة -:

قال البخاري: بإسناده، عن أنس قال: لما ثَقُلَ رسول الله جَعَل يتغشّاه الكرب، فقالت فاطمة: واكرب أبتاه، فقال لها: "ليسَ على أَبِيكِ كَرْبٌ بعدَ اليومِ". فلما مات قالت: يا أبتاه جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل أنعاه]، فلما دفن قالت فاطمة رضوان الله عليها: يا أنس، أطابت نفوسكم أن تحثوا على رسول الله التراب. [انفرد بإخراجه البخاري (٣).

ورواه أحمد مختصرًا وزاد فيه: يا أبتاه من ربه ما أدناه (٤).

كذا وقع في عامة النسخ: أنعاه، وهو غلط من الرواة، والصحيح ننعاه بغير ألف (٥).

وقد ذكره الجوهري وقال: هو نعيّ، والنَّعْيُ: خبر الموت، فيقال: جاء نَعْي فلان، والنَّعِيُّ: الناعي، قال: وقال الأصمعي: كان إذا مات من العرب ميت له قدرٌ ركب راكبٌ فرسًا وسار في الناس ويقول: نَعاءِ فلانًا أي: انْعَهِ (٦).


(١) "الطبقات" ٢/ ٢٣٩، و"أنساب الأشراف" ١/ ٦٥٢.
(٢) "أنساب الأشراف" ١/ ٦٥٣.
(٣) في صحيحه (٤٤٦٢)، وما سيرد بين معكوفين زيادة من (ك).
(٤) أخرجه أحمد في "مسنده" (١٣٠٣١).
(٥) قال ابن حجر في فتح الباري ٨/ ١٤٩: قيل: الصواب: إلى جبريل نعاه، جزم بذلك سبط ابن الجوزي في "المرآة"، والأول موجّه، فلا معنى لتغليط الرواة بالظن.
(٦) "الصحاح": (نعا).