للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: "لعن اللَّهُ من سبَّ أصحابي" (١). واستحلال عِرض المؤمن أعظمُ من الزّنا لأنه كفرٌ، وأما المتعة فحرامٌ عند عامة العلماء على ما تقدَّم. وكيف يُبيحها ابنُ عقيلٍ بعد التحريم؟ اللهمَّ أن يكون مذهبه، فإنه كان يرى ذلك على ما حكت الحنابلةُ عنه، أنه كان يرى رأيَ الشيعة، وسنذكره في ترجمته. وقد كان الواجبُ على عمر أن يَحُدَّه؛ لأنه كان يُقيم الحدود على ما تقدّم، وإنما قصد السترَ على المغيرة لئلا يَفضحه.

وروي عن أبي بكرة أنه لما عاد إلى البصرة قيل له في ذلك فقال: عمرُ لقَّن زيادًا الرجوع، أشار إلى ما ذكرنا من قول عمر: واللَّه إني لأرى وجهًا خَليقًا أنه لا يُخزي اللَّه به رجلًا من أصحاب محمد .

فصل: وفيها فُتحت (٢) الأهواز ومَناذر ونهر تِيرَى وتُستَر ورامَهُرْمُز والسُّوس، وأُسر الهرمزان.

قال علماء السِّير منهم سيف بن عمر عن أشياخه قالوا: لم يزل يَزْدَجرد منذ انفصل عن المدائن وهو مقيمٌ بمَرْو، يُراسل أهلَ هذه الأماكن، ويقول لهم: رَضيتُم بغَلَبة العرب عليكم حتى حكموا على أموالكم وحريمكم، وسلبوكم عزَّكم! فراسلوه. ابعث


(١) أخرجه العقيلي في الضعفاء ٢/ ٢٦٤، والطبراني في المعجم الكبير (١٣٥٨٨)، والأوسط (٧٠١٥)، واللالكائي في أصول الاعتقاد (٢٣٤٨)، والسهمي في تاريخ جرجان ٢٥٢ من طريق عبد اللَّه بن سيف، عن مالك بن مغول، عن عطاء، عن ابن عمر . وعبد اللَّه بن سيف، قال ابن عدي: رأيت له غير حديث منكر، وقال العقيلي: حديثه غير محفوظ.
وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ٣/ ١٥٠ من طريق محمد بن الفضل، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر.
وأخرجه أبو يعلى (٢١٨٤)، والخطيب ٣/ ١٤٨ - ١٤٩ من طريق محمد بن الفضل، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد اللَّه، ومحمد بن الفضل قال فيه أحمد: ليس بشيء، حديثه حديث أهل الكذب، وقال ابن معين والجوزجاني: كان كذابًا، وقال مسلم والنسائي والدارقطني: متروك الحديث.
وأخرجه الطبراني في الأوسط (٧٧٧١) من حديث عائشة .
وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (١٠٠١) عن عطاء مرسلًا.
وفي النهي عن سب أصحاب رسول اللَّه أحاديث صحيحة، منها حديث أبي سعيد الخدري، أخرجه أحمد (١١٠٧٩)، ومسلم (٢٥٤٠) بلفظ: "لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما أدرك مدَّ أحدهم ولا نصيفه".
(٢) إلى هنا ليس في (أ) و (خ) مما سلفت الإشارة إليه قبل أربع صفحات.