للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عامر، طَفِئَت منهم جمرتان: ضَبَّة لأنها حالفت الرِّبَاب، وبنو الحارث لأنَّها حالفَت مَذْحِج، وبقيت نُمير لم تَطْفأ لأنها لم تُحالف.

ويقال: الجَمَرات: عَبْس والحارث وضَبَّة، وهم إخوةٌ لأم، وذلك لأن امرأةً من عرب اليمن رأت في منامها أنه خوج من فَرْجها ثلاثُ جَمَرات، فتزوّجها كعبُ بن عبد المَدَان رجل من اليمن، فوَلَدت له الحارث بن كعب، وهم أشرافُ اليمن، ئم تزوَّجها بَغيض بن رَيْث فولدت له عَبْساً، وهم فُرسان العرب، ثم تزوَّجها أُد فوَلَدت له ضَبَّة، فجمرتان في مُضَر، وجَمْرة في اليمن (١).

[فصل في الشعر والشعراء]

والشعر ديوان العرب، ومَنبع الفضل والأدب، ومن عناية العرب به وحُبِّها له؛ أنها عَمدت إلى سبع قصائد من الشعر، فعلَّقَتْها في البيت الحرام، وافتخرت بذلك على الأُمم، وهى الموسومة بـ "السَّبع المعلَّقات".

فالأولى: قصيدة امرِئ القيس بن حُجْر الكندي: [من الطويل]

قفا نَبْكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزل (٢)

والثانية: قصيدة زُهير بن أبي سُلْمى: [من الطويل]

أمن أمِّ أَوفى دِمْنةٌ لم تَكلَّمِ. . . بحَوْمانَةِ الدُّرّاج فالمُتَثَلَّمِ (٣)

وكان عمر بن الخطاب مُغرًى بشعره، وكان زهير لا يمدَحُ إلا مستحقاً للمدح، كهَرِم بن سِنان (٤) وأمثالِه، ولما دخل [ابنُ] هَرِم على عمر ، قال له: أنتم الذين كان زهير يقول فيكم فيُحسِن؟ فقال: ولذلك كنا نُجزِل له في العطاء. فقال: ذَهب ما أعطيتُموه وبقي ما أعطاكم (٥).


(١) صحاح الجوهري (جمر).
(٢) تمامه: بسقط اللوى بين الدخول فحومل، وهو في ديوانه ص ٨.
(٣) ديوانه ص ٩ بشرح الشنتمري.
(٤) في النسخ: حيان، وهو خطأ.
(٥) العقد الفريد ٥/ ٢٩٢، والعمدة لابن رشيق ١/ ٨١، وما بين معكوفين منهما.