للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل: وفيها توفي

أحمد بن إبراهيم، أبو الوفاء، الفيروزابادي (١)

وفيروزاباد: حَدُّ بلاد فارس.

سمع الحديث، وخَدَمَ المشايخ الصُّوفية، وكان حافظًا لِسِيَرهم وأَشْعارهم، كرِيمَ الأخلاق، لطيفًا، جَوَادًا، وسكَنَ رِباط الزُّوْزَني مقابل جامع المنصور، وكان يسمعُ الغِناء [على عادتهم، وكان] (٢) يقول لعبد الوهَّاب الأنماطي: إني لأدعو لك وقت السَّماع. فكان الأنماطي يتعجَّبُ، ويقول: أليس هذا يعتقدُ أنَّ ذلك وقت إجابة! وتوفي ليلة الاثنين حادي عشرة صَفَر، وحَضَر جِنازته خَلْقٌ كثير، منهم أربابُ الدولة، [وقاضي القضاة والنَّقيبان وخدم الخاصة] (٢)، ودُفِنَ على باب الرِّباط، وعُمِلَ له يوم السبت ثامن عشرة صفر دعوةٌ عظيمة، أُنفق فيها مالٌ كثير، بين جامع المنصور والرِّباط على عادة الصُّوفية إذا مات لهم ميت، لم يتخلَّف عنها أحد. [سمع من أبي طاهر الباقلاوي، وأبي الحسن الهَكَّاري، وغيرهم] (٢).

حسن بن إبراهيم بن علي (٣)

ابن بَرْهون، أبو علي، الفارِقي.

ولد سنة ثلاث وثلاثين وأربع مئة، وتفقَّه على أبي إسحاق الشِّيرازي وغيره، وولي القضاء بواسط، وأعمالها، فتوفي بها في محرَّم عن ستٍّ وتسعين سنة، وهو سليمُ الحواس والعَقْل، وما زال يكرِّرُ الفِقْه إلى أن مات، وكان زاهدًا عابدًا، وَرِعًا مهيبًا، لا يحابي أحدًا في الحكومات.


(١) له ترجمة في "المنتظم": ١٠/ ٣٦ - ٣٧، و"العبر" للذهبي: ٤/ ٧٤، و"النجوم الزاهرة": ٥/ ٢٥٣، و"شذرات الذهب": ٤/ ٨٢ - ٨٣، وجاء اسمه في "العبر" و"الشذرات": أحمد بن علي الشيرازي.
(٢) ما بين حاصرتين من (م) (ش).
(٣) له ترجمة في "المنتظم": ١٠/ ٣٧، و"الكامل": ١١/ ١٧، و"وفيات الأعيان": ٢/ ٧٧، و"سير أعلام النبلاء": ١٩/ ٦٠٨ - ٦٠٩، وفيه تتمة مصادر ترجمته.