للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأولى، وأخرج له (١) أحاديث كثيرة مستقيمة غير حديث واحد منكر أخرجه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ لما عَرج بي جبريلُ رأيتُ في السماء خيلًا وحوافرُها من الزُّمُرُّد الأخضر، وأبدانُها من العَقيق الأصفر، ذواتُ أجنحة، فقلت: يا جبريل، لمن هذه؟ فقال: لمحبِّي أبي بكر وعمر، يزورون اللهَ عليها يوم القيامة (٢).

وفيها توفي

أبو حَمْزة الصُّوفي

واختلفوا فيه، فقال السُّلَميُّ: هو خُراساني، وقال القُشَيريُّ: هو نَيسابوري، من مَحَلَّة يقال لها: مُلْقاباذ (٣).

واختلفوا أيضًا في اسمه؛ فعامَّة المشايخ على أنَّ اسمَه كنيتُه، وذكره الخطيب في أسماء المحمَّدين فقال: محمد بن إبراهيم (٤).

وما عليه المشايخ أولى؛ لأنَّهم أَعْرَفُ به من الخطيب، ولهذا قال أبو نُعيم الأصبهاني (٥): هو بغداديّ. وقال غيره: هو دمشقيٌّ، وهو] من أقران الجُنَيد (٦) وأبي تراب النَّخْشَبي وقيل: هو أقدم من الجنيد].

وكان من كبار مشايخ القوم، وأزهدِهم، وأورعِهم، وأفتاهم، وله المجاهداتُ والرياضاتُ المشهورة.

[وحكى ابن خميس عنه في "المناقب" أنَّه] قال: بقيتُ مُحرمًا في عباءة سنينَ كثيرة، فكنتُ أسافر في كلِّ سنة ألفَ فَرْسخ، تطلعُ عليَّ الشمس وتغرب، كلَّما حَلَلْتُ أحرمتُ (٧).

[قال: وهو صاحب أبي تُراب النَّخْشَبي وعنه أخذ. والحمد لله وحده.


(١) يعني الخطيب في تاريخه ٣/ ٥٦٩.
(٢) وأخرجه أيضًا ابن الجوزي في الموضوعات ٢/ ٦٧ - ٦٨، وقال: هذا حديث موضوع بلا شك؛ وهذه الترجمة من (ف م ١).
(٣) طبقات الصوفية ص ٣٢٦، والرسالة القشيرية ص ١٠٧، ومناقب الأبرار ٢/ ٢١. وفيه أنه توفي سنة (٢٩٠).
(٤) في تاريخ بغداد ٢/ ٢٧٤، والذي ذكره الخطيب باسم محمد بن إبراهيم سلف ترجمته في وفيات سنة ٢٦٩ هـ.
(٥) في الحلية ١٠/ ٣٢٠.

(٦) ما بين معكوفين من (ف م ١)، وجاء بدلها في (خ): أبو حمزة الصوفي من أقران الجنيد.
(٧) مناقب الأبرار ٢/ ٢٢.