للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاستخلف [زُفر] على قرقيسيا أخاه أوسَ بن الحارث، وسار يُنجد قيسًا، وبنو تَغْلب نازلون بالكُحَيل، وقيل: بالعَقِيق. فلمَّا أحَسُّوا بهم ارتحلوا ليعبروا دِجْلة، فلحقَهم زُفر فِي قيس، والتَقَوْا، فترجَّلت القيسيَّة، و [بقي] زُفر على بغلة له، فقتلوهم يومًا وليلة، وبقروا بطونَ نسائهم، وغرق فِي دجلةَ أكثرُ ممَّن قُتل، وأَسَرَ زُفر من فرسانهم مئتين، فقتلَهم صبرًا بعُمير بن الحُباب السُّلَمي، وكان نسيب زُفر (١).

[يوم ماكسين]

التقَوْا على قنطرة ماكسين بالخابور، وكان على تَغْلب شُعيث بن مُلَيل (٢)، فقُتل، وانهزمت تَغْلب، وقُتل مع شُعيث خمسُ مئة من فرسان تَغْلب.

وقد ذكرها جرير فقال:

تركوا شُعيثَ بني مُلَيلٍ مسنَدًا (٣)

[يوم المعارك]

وهو مكان بين الحَضْر والعَقِيق بأرض الموصل، كانت الدَّبَرةُ (٤) على تَغْلب، وفيه يقول ابن صفَّار:

ولقد تركنا بالمعاركِ منكمُ … والحَضْرِ والثَّرثارِ أجسادًا جُثَا (٥)

وحجَّ بالناس عبدُ الله بنُ الزُّبير، وكان الأمير على الكوفة والبصرة مصعب بنُ الزُّبير، وعلى قضاء الكوفة شُرَيح، وعلى قضاء البصرة هشامُ بن هُبيرة، وعلى خراسان عبد الله بنُ خازم السُّلَمي (٦).


(١) أنساب الأشراف ٦/ ١٧٨ - ١٧٩. وما سلف بين حاصرتين منه.
(٢) المثبت من (ص)، وفي باقي النسخ: بليل (وكذا فِي الوضع الآتي).
(٣) أنساب الأشراف ٦/ ١٦٤. وعجز البيت فيه: والآسِيَينِ وأقْعَصُوا شُعرُورا. وعَجُزُه فِي "ديوان" جرير ١/ ٢٣١: والشعثمين وأسلموا شُعرورا. وفي حاشيته: والأشيبين، نسخة، بدل: والشعثمين.
(٤) فِي (ص): الدائرة.
(٥) أنساب الأشراف ٦/ ١٧١.
(٦) تاريخ الطبري ٦/ ١٤٩.