للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما لقيت بعدكم روحًا غير أني سُقيت في هذه -وأشار إلى نقرة بين إبهامه وسبابته- قال: بعتقي ثويبة (١).

ذكر إرضاع حليمة إيَّاه -:

وهي: حليمة بنت أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث بن سِجْنَة (٢) بن جابر بن رِزَام بن ناصرة بن [فُصَيَّة بن نصر بن] سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خَصَفَةَ بن قيس بن عَيْلان بن مُضَر بن نزار، وزوجها: الحارث بن عبد العزى بن رِفاعة بن ملّان بن ناصرة بن فُصَيَّة بن [نصر بن] سعد بن بكر بن هوازن. وكنيته: أبو ذؤيب، وكان له من الولد: عبد الله، وهو الذي أَرْضَعت حليمةُ رسولَ الله بلِبانه. [وأنيسة وجُدامة بنتا الحارث] ولقبها: الشَّيماء، وكانت تحضن رسول الله مع أُمّها، وهي التي سُبيت يوم حنين، وقالت: إني أخت نبيكم (٣).

قال ابن إسحاق: عن الجَهْم بن أبي الجَهْم قال: حدثني من سمع عبد الله بن جعفر بن أبي طالب يقول عن حليمة ابنة الحارث السعدية أُمِّ رسول الله التي أرضعته قالت: خرجت في نِسوة من سعد بن بكر بن هوازن نلتمس الرُّضعاءَ بمكة، فخرجت على أَتانٍ لي قمراء قد أَذَمَّت بالرَّكْب (٤)، وخرجنا في سنة شهباء لم يبق لنا شيء أنا وزوجي الحارث بن عبد العزى ومعنا شارفٌ لنا، والله لم تَبِضَّ علينا بقطرة من لبن، ومعي صبي لنا، والله ما ننام ليلنا من بكائه، وما في ثدي لبن يغنيه ولا في شارفنا من لبن يُغَذِّيه إلا أَنا نرجو، فلما قدمنا مكة لم يبق منا امرأة إلا عُرِض عليها رسول الله فتأباه، وإنما كنا نرجو الكرامة في رضاعة من نُرضع له من والد المولود، وكان


(١) أخرجه البخاري (٥١٠١). وهذا هو الصحيح أن إعتاقها كان عند ولادة النبي ، انظر "السيرة الشامية" ١/ ٤٥٨. وقوله: بشر حيبة، أي: سوء حال.
(٢) هكذا هي في (ك)، وفي (ح) غير منقوطة، وضبطها ابن حجر في "الإصابة" ٤/ ٢٧٤: بالشين المعجمة، وضبطها صاحب "السيرة الشامية" ١/ ٤٦١ بالسين المهملة.
(٣) انظر "الطبقات الكبرى" ١/ ٨٩ - ٩٠، و"أنساب الأشراف" ١/ ١٠٦. وما بين معقوفين زيادة منهما.
(٤) يروى: "أَدَمتُ" أي: أطلت عليهم المسافة لتمهلهم عليها، وروي: "أَذَمَّتْ" أي: تأخرت بالركب والضمير في "أَذَفَت" يرجع إلى الأتان. "إملاء المختصر" ١/ ١٣٤.