للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كنتُم لابنِ عمِّكُم؛ كذَّبتُموني وصدَّقني النَّاس، وأَخرجتُموني وآواني النَّاس، وقَتلتُموني ونَصَرني النَّاس (١) ". وقال رسول الله في قتلى بدر: "لو كان المطعم بن عدي حيًّا وكلمني في هؤلاء، لتركتهم له" (٢).

ولمَّا سُحِبَ عتبة إلى القليب، نظر رسول الله إلى وجه ابنه أبي حذيفة وقد تغير وهو كئيب، فقال له رسول الله : لعلك دخلك من شأن أبيك شيء؟ قال: لا والله، ولكن كنت أرى في أبي رأيًا وحلمًا، فكنت أرجو أن يهديه الله بذلك إلى الإسلام، فلما رأَيته مات على الكفر، حزنت عليه لأن ذلك لم ينفعه. فدعا له رسول الله بخير (٣)، فقال أبو بكر: لقد كان كارهًا للخروج، ولكن حمله الحَينُ ومصارع السوء.

ذكر من استشهد يوم بدر من المسلمين (٤):

عاقل بن البُكَير، من كنانة حليف عمر بن الخطاب ، وهو من الطبقة الأولى من المهاجرين، وأول من بايع رسول الله في دار ابن أبي الأرقم، قتله مالك بن زهير الجُشَمي.

عُبيدة بن الحارث بن المطلب (٥) بن عبد مناف أبو الحارث، وأمه سُخَيلَةُ بنت خُزاعي، ثقفية، وهو من الطبقة الأولى من المهاجرين، أسلم قديمًا قبل أن يدخل رسول الله دار الأرقم، وهاجر وجُرِحَ في ساقه، جرحه شيبة (٦) بن ربيعة، ومات بالصفراء، فحزن رسول الله عليه وكفَّنه في ثوبه، وصلى عليه ونزل في قبره، وكان له ثلاثة وستون سنة، وكان له من الولد معاوية، وعوف، ومنقذ، والحارث، وإبراهيم، ومحمد، وخديجة، وريطة، وسُخيلة، وصفية، لأمهات أولاد شتى.


(١) "السيرة" ٢/ ٢٠٤، و"تاريخ الطبري" ٢/ ٤٥٧.
(٢) أخرجه البخاري (٣١٣٩) من حديث جبير بن مطعم.
(٣) "السيرة" ٢/ ٢٠٥ و"تاريخ الطبري" ٢/ ٤٥٧، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (٧٠٨٨).
(٤) من هنا تبدأ نسخة أحمد الثالث ورمزنا لها بـ (أ).
(٥) في النسخ: "عبد المطلب" والمثبت هو الصواب، انظر "السيرة" ٢/ ٢٥١، و"نسب قريش" ص ٩٣، و"جمهرة النسب" ص ٦٠.
(٦) كذا جاء في النسخ وعند الواقدي ١/ ١٤٥، والصواب: عتبة كما في "السيرة" ٢/ ٢٥١.