للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابنُ الكلبي: عدد ملوكهم الذين ظهروا من رومية أربعون ملِكًا، وقيل: ستون، وعدد سنينهم خمس مئة سنة، وقيل: أربع مئة سنة وسبع وثلاثون سنة، إلى أن ظهر الإسلامُ.

فنذكر أعيانَهم، لأن أسماءهم لم تُحقَّقْ، ومنهم أيضًا مَن ليس له مَكرُمة، ولا تَجدَّد في زمانه ما يُؤرَّخ.

فثالثُ ملوكهم أغسطوس، مَلَك نيفًا وخمسين سنة، ولما مضى من مُلكه اثنان وأربعون سنة وُلد المسيحُ ، وبين مولده وغلبة الإسكندر الثاني على بابل ثلاث مئة وثمانون سنة، وقيل: خمسون. وقيل: إن الذي قتلته الحيةُ أقام على رومية ملكًا سنة.

وكان يقال له: قيشر لأن أُمَّه كانت حاملًا به فعَسُرَت ولادتُها، فشَقُّوا بطنها فخرج، وكان يفتخر على الناس بأن النساء لم يَلِدْنَه، فصار ذلك سُنّةً بعده.

وكان جبارًا عاتيًا، وهو الذي بنى قيسارية الروم، وقيل: وقيسارية الشام بالساحل. ويقال: إن عيسى وُلد في زمانه.

وملَك بعده طبارس (١)، فأقام بعده اثنتين وعشرين سنة، وفي أيامه رُفع عيسى لثلاث سنين بقيت من ملكه.

ثم اختلفت الروم بعده فلم يجتمعوا على مَلِك، بل تنازعوا الأطراف ثلاث مئة سنة، وكانوا يَعبُدون التماثيل والأصنام.

[فصل]

ثم ملك بعده فلورس رومية (٢) أربع عشرة سنة، وهو الذي قتل النصارى ونفاهم، وفي أيامه قُتل بيرس وبولُس، وقيل: وشمعون، وصُلِبا بأنطاكية (٣)، وهما اللذان أخبَر


(١) في تاريخ اليعقوبي ١/ ١٤٦، ومروج الذهب ٢/ ٢٩٩: طباريس، وفي تاريخ الطبري ١/ ٦٠٦، والتنبيه والإشراف ص ١٢٤: طيباريوس.
(٢) في تاريخ اليعقوبي ١/ ١٤٦، ومروج الذهب ٢/ ٢٩٩: قلوديس، وفي تاريخ الطبري ١/ ٦٠٦، والتنبيه والإشراف ص ١٢٥: قلوذيوس.
(٣) في مروج الذهب: وقيل إن في أيامه قتل برومية بطرس -واسمه بالسريانية شمعون، والعرب تسميه سمعان- هو وبولس، وصلبا منكّسين.