للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَقبولُ القول، وكان ذلك يوم السبت لثلاث عشرةَ خلَت من ذي الحجة، فلمَّا كان يوم الاثنين لثمانٍ بقين منه قامت البينة عند القاضي أبي نصر بأنَّ أبا عبد الله محمد بن أبي موسى الهاشمي ساقطُ العَدالة بشهادة عشرين عَدْلًا، فأسجل القاضي بما ثبت عنده (١).

وفيها (٢) غَرقت بغداد في شعبان غَرَقًا عظيمًا، بلغت الزيادةُ تسعة عشر ذِراعًا، وانبثق بَثْقٌ من نواحي الأنبار، فاجتاح القُرى، وغرق بنو آدم والسباع والبهائم، وصبَّ الماء في الصَّراة، ودخل بغداد من الجانب الغربي، وتساقطت الدُّور، وانهدمت المنازلُ، وانقطعت القَنْطرتان العَتيقة والجديدة عند باب البصرة [، وجرت في هذه السنة عجائب من هذا الجنس.

فصل وفيها توفي

[أحمد بن إسحاق بن إبراهيم]

أبو بكر، القاضي، الخُزاعيّ، البغدادي، ويعرف بالمُلْحَمي، أخو محمد بن إسحاق (٣).

حدَّث عن محمد بن عبد الرَّحمن (٤) بن بَحِير الكَلَاعي وغيره، وعن أبي عقيل أنس بن سَلْم (٥) الخَولاني بأَنْطَرَسُوس (٦)، وأبي عامر بن إبراهيم السُّلمي بُصور، ومحمد بن حَمَّاد المِصِّيصي بالرَّمْلَة وغيرهم، وكان ثقةً.


(١) في أخبار الراضي أن سبب هذه الشهادة استيحاش ابن أبي موسى من القاضي أبي نصر، وكان ذلك بسبب اتهام القاضي لابن أبي موسى أنَّه يميل إلى أخيه أبي محمد، وأنه يسعى له في ولاية بغداد.
(٢) من قوله أول السنة: وفيها ورد الأمير أبو علي … إلى هنا ليس في (م ت م ١).
(٣) تاريخ بغداد ٥/ ٥٦، وتاريخ الإسلام ٧/ ٥٤٣، والسير ١٥/ ٢٤٧، ومختصر تاريخ دمشق ٣/ ٢٢.
(٤) في (ف م م ١): حدث عن عبد الرَّحمن، والمثبت من تاريخ بغداد.
(٥) في (م ف م ١): أنس بن مسلم، وهو تحريف، والمثبت من تاريخ دمشق ٣/ ١٤٠ (مخطوط)، وتاريخ الإسلام ٦/ ٧٢٢.
(٦) في (ف م م ١): بطرسوس، وهو تحريف، فإن طرسوس من بلاد الروم، وهي مدينة بثغور الشام بين أنطاكية وحلب، كما ذكر ياقوت، وأنس بن السلم من أنطرسوس، وهي بلد بسواحل بحر الشام، وهي آخر أعمال دمشق من البلاد الساحلية وأول أعمال حمص.