للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمُّه أم كُلثوم بنت عُقبة بن أبي مُعَيط، وأدرك عمر بن الخطاب رضوان الله عليه.

قال إبراهيم: إن عمر بن الخطاب حَرَّق بيت رُويشِد الثَّقفيّ، وكان حانوتًا للشراب، وكان عمر قد نهاه، قال: فلقد رأيتُه يلتهب كأنه جَمرة.

قال محمد بن عمر: ولا نعلم أحدًا من ولد عبد الرحمن بن عوف روى عن عمر سماعًا ورؤية غير إبراهيم، وقد روى عن أبيه، وعن عثمان، وعلي، وسعد بن أبي وقاص، وأبي بَكْرة وعمرو بن العاص، وغيرهم من الصحابة. ومات سنة ست وتسعين وهو ابن خمس وسبعين سنة، وقيل: مات سنة خمس وتسعين.

وكان من رجالات قريش، وكان له ثمانية عشر ولدًا ذكورًا وإناثًا (١).

[فصل: وفيها توفي]

[إبراهيم بن يزيد]

ابن الأسود بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن سعد بن مالك بن النَّخَع، من مَذْحِج، أبو عمران النَّخعي، من الطبقة الثانية من التابعين من أهل الكوفة.

وقال هشام: أصله من اليمن، وهو مولى النَّخَع، غير أن العرب ولدته، حُمل عنه العلم وهو ابن ثماني عشرة سنة، وكان يكره الفتوى؛ فإذا جاء أحد يستفتيه يقول: أما وجَدْتَ أحدًا غيري تستفتيه؟

وكان إذا قام من مجلسه ختمه بالسلام، وكان يصوم يومًا ويفطر يومًا، ويقوم الليل في حُلّة، وكان يكره الشُّهْرة، وكان يجالس الناس وكأنه ليس معهم.

[وروى ابن سعد عن] سعيد بن جبير أنه كان يقول: أتستفتوني وفيكم إبراهيم بن يزيد؟

[قال ابن سعد:] وكان يُهاب كما يُهاب الأمير.

[وحكى ابن سعد عن أبي مَعْشر قال: كان يدخل إبراهيم على بعض أزواج النبي وهي عائشة، فيرى عليهن ثيابًا حمرًا، قيل لأبي معشر: كيف كان يدخل عليهن؟ قال:


(١) انظر "تاريخ دمشق" ٢/ ٤٥٨، و"السير" ٤/ ٢٩٢.