للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت وفاته فِي المُحرَّم ببلده، وكان شيخَ بلاده فِي التصوف، من السيَّاحين فِي الدنيا، أول مرة سافر إِلَى الأمصار وتغرَّب ولقي المشايخ، وكان من أرباب المجاهدات والرياضات والخلوات، وقد غمزه ابن عساكر، وظاهِرُ حاله الصدق.

نصر بن الحسن بن القاسم (١)

أبو الليث، التاجر، الثُّنْكُتي، وثُنْكُتْ (٢) بلدة عند الشاش بما وراء النهر، ولد سنة سبع وأربع مئة، وطاف الدنيا شرقًا وغربًا من الصين إِلَى الأندلس مدةً، وسمع الكثير، وكان ثقةً، صدوقًا، مأمونًا، فاضلًا، من أهل الثروة والنّعم والصِّلات والصدقات، وعاد إِلَى خراسان، فتوفي بنيسابور، وخلف مئة أَلْف دينار وثلاثين أَلْف دينار.

[السنة السابعة والثمانون وأربع مئة]

فيها تُوفي المقتدي ببغداد والمستنصر وبدر الجمالي بمصر، وقُتِلَ آق سنقر وبُزان، وتُسمَّى سنةَ الخلفاء والأمراء. ويُقال: إن المريخ وزُحل إنما اقترنا فِي برج الأسد فِي هذه السنة.

وكانت زلزلةٌ عظيمةٌ فِي المُحرَّم ما بين العشاءين حدث بها الفتن وغلاء الأسعار (٣).

الباب الثامن والعشرون فِي خلافة المستظهر بالله أَحْمد بن عبد الله المقتدي

وكنيته أبو العباس، وأمه طيف الخيال، أم ولد، مصرية، وقيل: تركية، ولد فِي شوال سنة سبعين وأربع مئة، وكان له يوم بويع بالخلافة ست عشرة سنة وشهران وأيام، وبُويع بالخلافة يوم الثلاثاء ثامن عشر المُحرَّم بعد موت أَبيه بثلاثة أيام، وتولَّى البيعة له عميد الدولة ابنُ جَهير، وحضر نظام الدين بن نظام الملك وزيرُ السلطان والقضاةُ والأعيانُ وطِراد


(١) المنتظم ١٧/ ٩، والكامل ١٠/ ٢٢٧ - ٢٢٨، والأنساب ٣/ ٨٨، وجذوة المقتبس ص ٣٥٦، وذُكِرَت له كنيتان: أبو الليث وأبو الفتح. وينظر السير ١٩/ ٩٠.
(٢) فِي الأصلين (خ) و (ب): تنكتان، والمثبت من الصادر.
(٣) الخبر في المنتظم ١٧/ ١١.