للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد سبقه إليه صافي ومسعود من الخُدَّام الخواص، وجماعةٌ من الصغار، وحاجبان، وفيروز الكرماني، وخادم أرسلان خاتون، وجماعةٌ من الغلمان الدارية المسير في صحبته، فساروا إلى حِلَّة نور الدولة بن مَزْيَد بالفلُّوجة، فنزل فيها، وأقام بها، ثم أعيد إلى الوزارة بعد ذلك في السنة الآتية، وسنذكره إن شاء الله تعالى.

وفيها ولَّى المستنصرُ دمشقَ للأمير بازرطغان قطب الدولة، ووصل معه السيد الشريف أبو طاهر حيدرة بن مشخص الدولة، ونزل بدار العقيقي، وانهزم بدرٌ أميرُ الجيوش من دمشق، فنهب أهلُها خزائنَه ودوابَّه؛ لأنه كان مسيئًا إليهم، وأقام قطب الدولة إلى سنة إحدى وستين وأربع مئة، وخرج ومعه الشريف حيدرة، وكان بدر أمير الجيوش رصده، فظفر بالشريف، فسلخه، وسنذكره في موضعه إن شاء الله تعالى.

وفيها جاء ناصر الدولة بالأتراك إلى باب المستنصر بالساحل، وزحف المذكررون إلى باب وزيره ابن كُدينة، فطالبوه بالمال، فقال: وأيُّ مال بقي بعد أخذكم الأموال واقتسامكم الإقطاع؟ فقالوا: لا بُدَّ وأن تكتب إلى المستنصر رقعةً. فكتب إليه يذكر ما جرى، فكتب على الرقعة بخطه: [من السريع]

أصبحتُ لا أرجو ولا أتَّقي … إلَّا إلهي وله الفضلُ

جدِّي نبيِّي وإمامي أبي … وقوليَ التوحيدُ والعدلُ

المالُ مالُ الله، والعبدُ عبد الله، والإعطاءُ خيرٌ من المنع ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾ [الشعراء: ٢٢٧].

وفيها توفي

أحمد بن محمد (١)

ابن عقيل الشَّهرَزُوري بالبيت المقدَّس، كان فاضلًا شاعرًا، ومن شعره: [من البسيط]

واحسرتا ماتَ حظِّي من قلوبكُمُ … وللحظوظِ كما للناسِ آجالُ


(١) تاريخ دمشق ٥/ ٤٠٩ دون ذكر بيت الشعر.