للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مُتَبَجِّحٌ في ذِرْوَتَي شَرَفِ الورى … بين المُهَلَّبِ مُنْتَماه وقيصرِ

شمسُ الضُّحى قُرِنتْ إلى بدرِ الدُّجى … حتى إذا اجتمعا أتتْ بالمُشْتري

وكتب إلى بعض الرؤساء وكان مريضًا: [من البسيط]

أبا محمدٍ المحمود يا حَسَنَ … الإحسان والجود يا بحرَ النَّدى الطَّامي

حاشاك من عَوْدِ عُوَّادٍ إليك ومن … دواءِ داءٍ ومن إلمام آلام (١)

[وفيها توفي]

[سيف الدولة]

علي بن عبد الله أبي الهيجاء بن حَمْدان بن حَمْدون، أبو الحسن (٢).

سيّدُ بني حمدان وصَدْرُهم ومَن يدور عليه أمرُهم.

[قال الحافظ ابن عساكر:] وُلد في ذي الحجة سنة إحدى وثلاث مئة، وقيل: سنة ثلاث وثلاث مئة، ونشأ في الجزيرة، وتعلَّم الفروسية وبَرَع فيها، وقدم الشام سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مئة، وجرت له مع الإخشيد وقائع، فلما مات الإخشيد بدمشق سنة أربع وثلاثين وثلاث مئة، وتوجَّه كافور مع أنوجور إلى مصر، جاء سيف الدولة فأخذ دمشق، وركب فسايره الشَّريف العَقيقي، فجَرت مُباحثة، فقال سيف الدولة: مُمازحًا للعقيقي: ما تصلح هذه الغوطة إلا لرجل واحد، فأخبر العقيقي أهلَ دمشق، فكتبوا إلى كافور وأنوجور بالقدوم عليهم ليساعدوهما على سيف الدولة، فجاءا فدفعاه عنها، وصالحاه على أن يكون بيده ما كان بيده زمن الإخشيد وهي: حمص وحلب وأنطاكية والثغور، فعاد إلى حلب وأقام يجاهد الروم إلى أن مات (٣).

وذكره أبو منصور الثعالبي في كتاب "يتيمة الدهر" فقال: كان بنو حَمْدان ملوكًا (٤)، أوجُههم للصَّباحة، وألسنتُهم للفصاحة، وأيديهم للسماحة، وعُقولهم للرَّجاحة،


(١) وفيات الأعيان ٣/ ٣٠٨، وانظر ترجمته في تاريخ بغداد ١٣/ ٣٣٧، ومعجم الأدباء ١٣/ ٩٤، والمنتظم ١٤/ ١٨٥، وتاريخ الإِسلام ٨/ ١٠٠، والسير ١٦/ ٢٠٢. ومن ترجمة أحمد بن بويه إلى هنا ليس في (ف م م ١).
(٢) بعدها في (ف م م ١): وسنذكر سنه في ترجمة أخيه ناصر الدولة وبدايتهم، وكان أبو الحسن علي بن عبد الله يلقب بسيف الدولة.
(٣) تاريخ دمشق ٥١/ ١٩ - ٢٠.
(٤) في (خ): وقال الثعلبي: كانوا بنو حمدان ملوكًا، والمثبت من (ف م م ١).