للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومات محمد سنة سبع عشرة -أو ثمان عشرة- ومئة. وقيل: سنة تسع وعشرين ومئة.

وقال الفضل بن دُكَين: كان محمد يقصُّ على أصحابه، فسقطَ عليه وعليهم المسجدَ، فقتلهم في سنة ثمان ومئة (١).

أسند محمد عن زيد بن أرقم، والمغيرة بن شعبة، وأبي هريرة، وأنس، وابن عبَّاس، وغيرهم، وكان ثقةً كثيرَ الحديث (٢).

[السنة التاسعة عشرة بعد المئة]

فيها قصد خاقان (٣) أسدَ بنَ عبد الله بجموع الترك، فقُتل خاقان وقُتل أصحابه، وغنم أسد بن عبد الله أموالًا عظيمة، وفتح بلادًا لم يصل إليها غيره.

وتلخيص القصة أنَّ أسدَ بنَ عبد الله غزا الخُتَّلَ (٤)، وفتحَ حصونًا حصينة، وفرَّق جيوشه وسراياه في البلاد، وبلغَ خاقانَ، فتجهَّزَ للمسير إليه، وقيل لأسد: قد قصَدَك خاقان، فاخْرُجْ من الخُتَّل، فلم يصدِّق.

ولما قرب خاقان أرسل صاحب الخُتَّل إلى أسد يقول: أنا الذي كتبتُ إلى خاقان، وإنه قد أظلَّك في جمع عظيم، وأخافُ أن يظفر بك فتعاديَني العرب، ويتقوَّى عليَّ خاقانُ ويستطيل ويقول: أنا (٥) أخرجتُ العربَ من بلادك، ورددتُ عليك مُلْكَكَ.

فعلم أسدٌ حينئذٍ أنه قد صَدَقَه، فأمرَ بالأثقال أن تُقدَّم، وولَّى عليها إبراهيم بنَ عاصم العُقيليَّ، وأخرج معه جماعةً من وجوه القبائل.

وكتب أسدٌ (٦) إلى داود بن شعيب والأصبغ بن ذؤالة الكلبي -وقد كان بعثَهما إلى بعض الوجوه-: إن خاقان قد أقبل، فانضمَّا إلى الأثقال مع إبراهيم بن عاصم.


(١) ينظر "طبقات" ابن سعد ٧/ ٤٢٠، و"تاريخ دمشق" ٦٤/ ٢١٤ - ٢١٨.
(٢) تاريخ دمشق ٦٤/ ١٩٣. ولم ترد هذه الترجمة في (ص).
(٣) من هذا الموضع، وحتى فقرة: ذكر مقتل خاقان، ليس في (ص).
(٤) الخُتَّل: صُقع كثير المدن على جَيحُون من وراء النهر. ينظر "معجم البلدان" ٢/ ٣٤٦. وتحرفت اللفظة في النسخ (ب) و (خ) و (د) (والكلام منها) إلى: الجبل، وكذا في المواضع التالية.
(٥) في (ب): إنما.
(٦) في (ب) و (خ) و (د): لأسد. وهو خطأ.