للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشِّبلي وقد سئل عن قوله تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾ [النور: ٣٠] فقال: أبصار الرؤوس عمَّا حرَّمَ الله، وأبصار القلوب عما سواه.

[هشام بن الحكم]

ابن عبد الرحمن، الأموي، والي الأندلس، ويُلقَّب بالمهدي (١)، وَلِيَ وله تسع سنين، فأقام واليًا تسعًا وثلاثين سنة، وغلب على الأمر محمَّد بن هشام بن عبد الجبار، ويلقَّب بالناصر، فأخذ رجلًا نصرانيًّا يشبه هشام بن الحكم، فقصده، وتركه حتى مات، وصلَّى عليه ودفنه، وسمَّى نفسَه بالمهدي.

[ودخلت سنة أربع مئة]

[قال هلال بن الصابئ]: وفيها نقص الماء في دجلة نقصانًا لم يُعهد مثلُه، فظهرت فيها جزائر لم تكن من قبل، فامتنع مسير السفن فيما بين أوانا والراشدية من أعالي دِجلة، فأُكرِيَتْ هذه الأماكن حتى جَرَتِ السفن، وهذا شيء ما جرى [قط] قبل ذلك، ثمَّ زادت دِجلة في هذه السنة تسعة عشر ذراعًا.

وفيها ابتُدئ ببناء السور على المشهد بالحائر، وكان [أبو محمَّد الحسن بن الفضل] (٢) بن سهلان قد زار هذا المشهد (٣)، فأحبَّ أن يؤثِّر فيه أثرًا، فأُدير [عليه] السُّور، وعُملت عليه الأبواب الحديد، وتحصَّن المشهدُ به.

وفيها أُرجف بالخليفة، فجلس للناس بعد صلاة الجمعة، ودخل عليه القضاةُ والأشرافُ وعليه أُبَّهةُ الخلافة، وقبَّل أبو حامد الإسفراييني يدَه، وسأل أبا الحسن ابنَ حاجب النعمان سؤال القادر أن يقرأ آياتٍ من القرآن، فأذِنَ له، فقرأ: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ﴾ الآيات [الأحزاب: ٦٠] فبكى الخليفةُ والناسُ، ودَعَوا وانصرفوا.

وفيها راسل الحاكمُ قِرْواشَ بن المُقلِّد واستماله إليه، فبعث إليه كاتبُه برسائل وملاطفات.


(١) في (ب): بالمزيد، والمثبت من (خ).
(٢) ما بين حاصرتين زيادة من (م) وحدها، وهي في المنتظم ١٥/ ٧٠، والخبر السابق والذي يليه في المنتظم أيضًا.
(٣) في (خ) و (ب): المسجد، والمثبت من (م) و (م ١) والمنتظم.