للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان فقيهًا فاضلًا، لم يُرَ فِي زمانه فقيهٌ أنصفُ منه ولا أعلم، وكانت له هيبةً حسنة، ومروءةٌ ظاهرة.

عيشون بن عمران بن محمَّد (١)

أبو بكر، الرَّبَعي، السَّبتي، قدم الشَّام، وحجَّ ونزل بغداد، وسمع الحديث، وأعطاه ابنُ جَهير كتبًا من المقتدي إِلَى وُلاة الغرب بإقامة الدعوة له، وكان وجيهًا، فجاء الإسكندرية وركب البحر، وبلغ بدرًا الجمالي ذلك فطلبه ففاته، فلمَّا كان بعد أيام ردَّت الريحُ المركب الذي كان فيه إِلَى الإسكندرية، فقبضوا عليه، وأخذوا الكتب، وحُمِلَ إِلَى بدر فقتله، وكان فاضلًا ثقةً.

محمَّد بن أَحْمد (٢)

ابن عليّ بن حامد، أبو نصر، المروزي، كان إمامًا فِي القراءات، وصنَّف فيها التصانيف، وانتهت إليه الرياسة فيها، وغرق فِي البحر، وجاء وقت الصلاة، وزالت الشَّمس، فشرع فِي الصلاة على حسب الحال، فنُجِّي ببركات تلك النية، وعاش نيِّفًا وتسعين سنة، ومات فِي ذي القعدة أو الحجة.

محمَّد بن عليّ بن محمَّد (٣)

أبو عبد الله، التنوخي، الحلبي، ويعرف بابن العُظَيمي، ومن شعره: [من البسيط]

يلقى العِدا بِجَنانٍ ليس يُرعِبُهُ … خَوْضُ الحِمامِ ومتنٍ ليس ينقصِمُ

فالبِيضُ تُكسَرُ والأوداجُ داميةٌ … والخيلُ تعرِمُ والأبطالُ تلتطِمُ

والنقعُ غيمٌ ووقْعُ المرهَفاتِ بهِ … لمعُ البوارقِ والغيثُ المُلِثُّ دَمُ


(١) لم أقف على من ترجم لعيشون هذا سوى المصنف.
(٢) المنتظم ١٦/ ٢٩٧.
(٣) تاريخ دمشق ٥٤/ ٣٩٣ - ٣٩٤.