للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو الهيثم بن التَّيِّهان

واسمه مالك بن عمرو بن زعوراء (١) الأنصاري، من الطبقة الأولى من الأنصار، حَليفُ بني عبد الأشهل، وهو أحد النُّقَباء الاثني عشر، وأمُّه ليلى بنت عَتيك، خَزرجيّة، وهو أول من أسلم من الأنصار بمكة، وهو من الثمانية الذين لَقوا رسول اللَّه ﷺ قبل قومهم وأسلموا، وقَدِموا المدينة وأظهروا الإسلام.

شهد العَقَبتَيْن وبدرًا وأحدًا والمشاهد كلَّها مع رسول اللَّه ﷺ، وآخى رسول اللَّه ﷺ بينه وبين عُثمان بنِ مَظْعون ﵁، وبعثه إلى خيبر يخرص التمر، بعدما استُشهد عبد اللَّه ابن رواحة ﵁ بمُؤْتَة، فلما توفي رسول اللَّه ﷺ بعثه أبو بكر رضوان اللَّه عليه فأبى، فقال: قد خَرَصتَ التمر للنبي ﷺ! فقال: كنتُ إذا خَرصْتُ لرسول اللَّه ﷺ ورجعتُ دعا لي بالبركة، فتركه، وله صُحبة ورواية ﵁ (٢).

أم ورقة بنت عبد اللَّه بن الحارث

أنصارية، أسلمت، وبايعت، وجمعت القرآن، فأذن لها رسول اللَّه ﷺ أن تَؤمَّ نساءَ أهلِ بيتها، وكان لها مُؤذِّن، وكان رسول اللَّه ﷺ يَزورُها، ويسمِّيها الشّهيدة، فلما أراد رسول اللَّه ﷺ الخروجَ إلى بدر استأذنَتْه في الخروج معه، وقالت: يا رسول اللَّه أخرجُ معك فأداوي الجَرحى، وأقوم على المَرْضى، لعل اللَّه أن يَرزُقَني الشهادة، فقال: "إن اللَّه مُهديها إليك".

وكانت أعتقتْ جاريةً لها وغلامًا عن دَبرٍ منها (٣)، فطال عليهما الأَمَد، فغمّاها في قَطِيفةٍ حتى ماتت وهربا.

فأتي عمر رضوان اللَّه عليه، فأُخبر الخبر، فقام في الناس فقال: إن رسول اللَّه ﷺ كان يزور أمَّ ورقة ويقول: "انطلقوا نزور الشهيدة"، وصدق رسول اللَّه ﷺ، وإن جاريتها وغلامَها غمَّاها تم هربا، فلا يُؤويهما أحدٌ، ومَن وجدهما فليأت بهما،


(١) في (أ) و (خ): زيد، والمثبت من مصادر ترجمته، وليس في أجداده من اسمه زيد.
(٢) طبقات ابن سعد ٣/ ٤١٢، ٥٦١، والمعارف ٢٧٠، والاستيعاب (٣١٨١)، والمنتظم ٤/ ٣٠٥، والاستبصار ٢٨٨، والسير ١/ ١٨٩، والإصابة ٤/ ٢١٢.
(٣) في (أ) و (خ) عن دَين منها، وهو خطأ، والثبت من مصادر الترجمة، يعني أعتقتهما بعد موتها.