وخواصِّهم، وكان عظيمًا عند الملوك والخلفاء، بمنزلة وزير الوزراء، يَرجعون إلى رأيه وحُسنِ تدبيره.
وكان عادلًا، مُنْصِفًا، مَحبوبًا إلى الناس.
ذكر وفاته:
أصابه قُولَنْج شديد، فمات ليلة السبت ثامن عشرين المحرَّم، وقيل: ثامن عشرة، فكانت إمارته أربعًا وأربعين سنة وشهرًا وتسعة أيام، وعمره ثمان وسبعون سنة.
وكانت وفاتُه بالرَّيِّ، وكان ولدُه مؤيَّد الدولة بأصبهان، فجاء إلى الرّيّ، فدخلها يوم السبت لخمسٍ بقينَ من المحرم، وورد الخبر إلى بغداد يوم الجمعة ثامن صفر، فكتمه ابن بقية؛ لأنه كان قد استعدَّ لدعوةٍ عَملها لعز الدولة، فلما كان من غد يوم الدعوة أظهر ذلك، وجلس عز الدولة في العزاء والدولة ثلاثة أيام (١).
[الحسن بن أحمد]
ابن أبي سعيد الحسن بن بَهْرام، أبو علي، وقيل: أبو محمد، القِرْمِطيّ، الجَنَّابيّ.
ولد بالأحْساء في رمضان سنة ثمان وسبعين ومئتين، وغلب على الشام سنة تسع وخمسين وثلاث مئة في رمضان، وقتل جعفرَ بن فَلاح، واستخلف على دمشق ظالم بن مَوهوب العُقيليّ، ثم عاد إلى الأحساء.
وفي سنة اثنتين وستين وثلاث مئة توجَّه إلى مصر، ونزل بمَشْتول الطَّواحين، وكان المعز يُصافيه لما كان بالمغرب ويُهاديه، فلما وصل إلى مصر قطع ذلك عنه، فوافى القِرمطيُّ بغداد، وسأل المطيعَ على لسان عز الدولة أن يُمِدَّه بمالٍ ورجال، ويولّيه الشام ومصر ليُخْرِجَ المعزَّ منها، فامتنع المطيع وقال: كلهم قرامطة على دين واحد، أما المصريون فأماتوا السُّنَن، وقتلوا العلماء، وأما هؤلاء فقتلوا الحاجّ، وقلعوا الحَجَر الأسود، وفعلوا وفعلوا، فقال عز الدولة للقرمطي: اذهب فافعل ما تراه، وذكروا أنه أعطاه سلاحًا ومالًا، فسار إلى الشام ومعه أعلام سُود، وأظهر أن المطيع ولاه، وعلى الأعلام اسم المطيع، وتحته مكتوب: السَّادة الرَّاجِعين إلى الحقّ، ومَلَكَ