للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رأى، ثمَّ عاد إلى مكَّة، فماتَ بها وهو على قضائها (١).

[روى الخطيبُ عن أحمد بن سليمان قال: توفِّي] ليلةَ الأحد. لتسعِ ليالٍ بقين من ذي القعدة، [سنة ستٍّ وخمسين ومئتين]، وقد بلغَ أربعًا وثمانين سنة، ودُفِنَ بمكَّة، وصلَّى عليه ابنُه محمَّد (٢).

[قال:] وسبب وفاته أنَّه وقعَ من سطح داره، فأقامَ يومين لا يتكلم ومات.

[قال أحمد بن سليمان: مات بعد فراغنا من كتاب "النسب" عليه بثلاثة أيَّام.] (٣)

سمعَ خلقًا كثيرًا منهم سفيانُ بن عيينة وغيره، ورَوى عنه أحمدُ بن يحيى ثعلب، وخلق كثير، واتَّفقُوا على صدقه وثقته، وأنَّه لم يكن في الدنيا في زمانه أعلم منه في نسب قريش وأيَّام العربِ ووقائعها.

صالح بن وَصِيف التركي

أحدُ قوَّاد المتوكِّل، قدم معه دمشق سنةَ ثلاثٍ وأربعين ومئتين (٤)، وكان قد استطال على الخلفاء، وقتلَ المعتزَّ وأخذَ أمواله ومال أمِّه، وولَّى المهتدي الخلافة وحكم عليه، وكان موسى بن بُغا (٥) بالريّ فكتبت إليه قبيحة تخبرُه بما فعل صالح، فسار موسى إلى سُرَّ من رأى، فدخلها، واستتر [صالح بن وصيف] (٦)، فنادى موسى: من جاءَ به فله عشرةُ آلاف دينار، فلم يظفر به أحدٌ.

واتَّفقَ أنَّ بعضَ الشاكريَّةِ دخلَ زقاقًا وقتَ الحرِّ يستترُ فيه، فرأى بابًا مفتوحًا ولم يسمع حسًّا، فدخل الدهليز -وكان طويلًا مظلمًا- فرأى صالحًا نائمًا وليس عنده أحدٌ،


(١) من قوله: وكان الزبير ممدحًا. . . إلى هنا ليس في (ب). وما سيأتي بين حاصرتين منها.
(٢) كذا في (خ) و (ف) و (ب). وفي تاريخ بغداد ٩/ ٤٩٢، والمنتظم ١٢/ ١١٢: وصلى عليه ابنه مصعب.
(٣) بعدها في (ب) -وما بين حاصرتين منها-: وهذا ما انتهى إلينا والله أعلم. السنة السابعة والخمسون بعد المئتين. . .
(٤) تاريخ دمشق ٨/ ٢٢٨ (مخطوط).
(٥) في (خ) و (ف): وولى المهتدي الخلافة صالح بن موسى بن بغا. والتصويب من الوافي بالوفيات ١٦/ ٢٧٥. وانظر تاريخ الطبري ٩/ ٤٥٦.
(٦) ما بين حاصرتين من الوافي بالوفيات ١٦/ ٢٧٥.