للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فعرفَه، فجاء إلى موسى بن بغا فأخبره، فبعث الموالي إليه فأخذوه.

وقال إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مصعب بن زُرَيق: حدثني صاحبُ رَبْع القبَّة [وهو ربعٌ] (١) تلقاء دار صالح قال: بينَا نحن قعود يوم الأحد ثامن صفر (٢)، إذا غلامٌ قد خرجَ من زُقَاق، وأُراه مذعورًا، فأنكرناه، فأردنا أن نسألَه ففاتنا، وإذا بعيَّارٍ من موالي [صالح بن] وصيف قد أقبل، ويعرف بروزبه، ومعه ثلاث نفر، فدخلوا الزقاق، فلم يلبثوا أن أخرجوا صالحًا، فسألنا عن الخبر، وإذا بذلك الغلام قد دخل [دارًا في] (٣) الزُّقاق يطلبُ ماءً يشرب، فسمعَ قائلًا يقول بالفارسيَّة: أيّها الأمير تنحّ، فإنَّ غلامًا قد جاء يطلبُ ماء، فسمع الغلام ذلك، وكان بينه وبين هذا العيَّار [معرفة، فجاء فأخبره] (٤) فأخذ العيارُ ثلاثةً، وهجمَ عليه فأخرجَه. قال (٥): لمَّا نظرتُ إلى صالح في الدار، وإذا بيده مرآةٌ ومشطٌ، وهو يسرِّحُ لحيتَه، فلمَّا رآني بادرَ فدخل بيتًا، فظننتُ أنَّه يريدُ أخذَ سلاحٍ، فتلوَّمتُ ساعةً، وإذا به قد التجأَ إلى زاوية، فدخلتُ فأخرجتُه، فتضرَّعَ إليَّ، فقلت: ليس إلى إطلاقِك سبيل، ولكنِّي أمر بك على أبواب إخوتك وأصحابك وقوَّادك وصنائعك (٦)، فإن اعترض لي منهم اثنان أطلقتُك، قال: فخرجتُ به عليهم، فكلُّهم كان على مكروهه.

وقيل: حملوه على بِرذَونٍ، ورأسه مكشوف، والعامَّة تعدو خلفه، فلمَّا صارُوا به إلى دار موسى، أتاه باكباك ومُفلح وياجور وساتكين وغيرهم من القوَّاد، وكانوا خائفين منه، ثم ذهبوا إلى الجَوْسَق، فبادرَه رجلٌ من أصحاب مفلح بضربةٍ من ورائه على عاتقه، فكاد يقدُّه نصفين، ثم احتزَّ رأسَه، وتركُوا جيفتَه هناك، وأتوا برأسه إلى


(١) ما بين حاصرتين من تاريخ الطبري ٩/ ٤٥٣.
(٢) كذا في (خ) و (ف). والصواب: يوم الأحد لثمان بقين من صفر. انظر تاريخ الطبري ٩/ ٤٤٥.
(٣) ما بين حاصرتين من تاريخ الطبري ٩/ ٤٥٣.
(٤) ما بين حاصرتين من تاريخ الطبري ٩/ ٤٥٣، ومكانها في (خ) و (ف) بياض.
(٥) القائل هو العيار.
(٦) في (خ) و (ف): وضياعك. والمثبت من تاريخ الطبري ٩/ ٤٥٤.