للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أربعين سنة، وهو الَّذي بعثه الطائع ليقبض على القادر، وكان يضرب بين القادر وأبيه القائم، وما كان يؤثر خلافة القائم، فلمَّا خُطِبَ له خاف، واتَّفق موتُه يوم الجمعة وقتَ الظهر لاثنتي عشرة ليلة خلت من رجب، ودُفِنَ ببركة زلزل، ثم نُقِلَ تابوتُه إلى مقابر قريش سنة خمس وعشرين وأربع مئة، وكان كاتبًا فصيحًا بليغًا.

[وفيها تُوفِّي]

محمود بن سُبُكْتِكين

أبو القاسم، يمين الدولة، أمير خراسان، وكان أبوه سُبُكْتِكين -وكنيته أبو منصور- صاحبَ جيش الملوك السامانية ملوك سمرقند وفَرْغانة وما والاها [أكثر من مئة سنة وقد ذكرناهم]، فاستولى سُبُكْتِكين على خُراسان بعد وفاة منصور بن نوح، وتُوفِّي سُبُكْتِكين سنة تسع وثمانين (١) وثلاث مئة.

ووُلدَ محمود يوم الخميس الرابع عشر من ذي الحجَّة سنة إحدى وستين وثلاث مئة، ولما تُوفِّي أبوه تنازع محمود وأخوه إسماعيل، فظهر عليه محمود، واستولى على خُراسان، ثمَّ سار إلى السامانية، فاستولى على ملكهم، وأقام الخطبة للقادر، ولم يكونوا يخطبون له، وراسَلَ (٢) بهاءُ الدولة أبا نصر بن بويه بأبي عمر البسطامي، وبعث معه هدايا وفِيَلَة، وسأله خطابَ الخليفة في توليته، فسفر بينهما، وكتب إلى فخر الملك يتولَّى ذلك ويقول: قد خطبَ للخليفة في أماكن لم يخطب له فيها غيرُه. فأجابه القادر، وبعث إليه الخِلَع في شعبان سنة أربع وأربع مئة، ولقبه يمينَ الدولة وأمينَ الملة، ثم أُضيفَ إلى ذلك: بسطامُ الدين ناصرُ الحق.

ومَلَكَ [محمود] بلاد سِجِسْتان، ودخل الهندَ والسندَ، وفتح أماكن عظيمةً (٣) لم يصِلْ إليها غيرُه [وقد ذكرنا بعضها]، ونزل على بعض البلاد. [وقيل] (٤): على القلعة


(١) تحرفت في (م ١) إلى: وثلاثين.
(٢) في (ف): أرسل.
(٣) في (م): كثيرة.
(٤) هذه الزيادة من سائر النسخ سوى (خ).