للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه تقلَّد علي بن مَزْيَد أعمال بني دُبَيس (١).

وفيها جلس القادر، وأحضرَ الطالبيين والعباسيين والقُضاة والشُّهود، وأحضرَ الخِلَعَ السُّلطانية ما عدا التاجَ ولواءً واحدًا.

وقويَ عهدُ أبي طاهر ركن الدين بن بهاء الدولة، ولُقِّبَ جلال الدولة، وجمال المِلَّة، وبعث الجميع إليه وهو بالبصرة.

وحجَّ بالناس ابنُ الأقساسي العلوي.

وفيها تُوفِّي

بدر بن حسنويه بن الحسين (٢)

أبو النجم، الكردي، من أهل الجبال، ولَّاه عضُدُ الدولة الجبال وهَمَذان والدِّينَور ونهاوند وسابورخست وتلك النواحي بعد وفاة أبيه حسنويه، وكان شجاعًا، مَهيبًا، عادلًا، سائسًا، كثيرَ الصدقة، والقادرُ كنَّاه أبا النَّجم، ولقَّبه ناصِرَ الدولة، وعَقَدَ له لواءً بيده، وكانت أعمالُه آمنةً؛ لو ضلَّ جملٌ عليه مالٌ لم يتعرَّض له أحد، وكانت هيبتُه قوية، رأى يومًا رجلًا يحتطِبُ وهو يبكي وحِمْلُ الحطب على ظهره، فسأله عن حاله، فقال: ما استطعمتُ البارحةَ بطعامٍ، وكان معي رغيفان أُريد أكْلَهُما حتَّى أبيعَ الحطبَ وأتقوَّت أنا وعيالي من ثمنه، فالتقاني فارسٌ فأخذَهما. قال: هل تعرفه؟ قال: نعم. فساق [بدر] إلى مضيق، ووقف بالعسكر، ومرَّ صاحبُه، فقال: هذا هو. فأنزله بدر عن فرسه، وألزمه حَمْلَ الحطب على رأسه إلى البلد وبَيعِه وتسليمِ ثمنِه إلى صاحبه؛ [عقوبة له بما فعل]، فسألَ أن يَزِنَ الرجلُ دراهمَ بوزن الحطب، فقال بدرٌ: لا أفعل (٣). وحمَّله (٤) الحطبَ على ظهره إلى البلد، وفعَلَ ما أمر به بدرٌ، فخافه الناسُ، ولم يُقدِمْ (٥) أحدٌ بعد ذلك على أحدٍ.


(١) هذا الخبر وما قبله فِي المنتظم ١٥/ ١٠٣.
(٢) المنتظم ١٥/ ١٠٤ - ١٠٦.
(٣) فِي (م ١) وحدها: لا تفعل.
(٤) فِي (م) و (م ١): وحمَّل الفارس.
(٥) فِي (م ١): يقدر.