للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فعَلِم ابنُ سهلان باطنَ الحال، فأخذ من المال ما قَدَرَ عليه، وسارَ بغلمانِه إلى الحائر مشهد الحسين ، فاستجارَ ببني خَفاجة، وأقام عندهم.

وفيها قُرئ في الموكب بدار الخلافة كتابٌ فيه مذاهب أهل السنة، ومن قال بأنَّ القرآن مخلوق، فهو كافرٌ، حلالُ الدم (١).

وفيه دخل سلطانُ الدولة بغدادَ لليلتين بقِيَتا من جمادى الأولى، والتقاه القادر ولم تكن زُيِّنتِ القباب على العادة، وعلِمَ بقدومه معظمُ الأولياء، فنزل في زَبْزَبِه إلى دار المملكة، وأمرَ بضربِ الطبول على بابه في أوقات الصلوات الخمس، ولم تكن العادةُ جاريةً إلّا في الأودات الثلاثة، وإنما زادَ هو الظهر والمغرب (٢)، فراسله الخليفةُ، فلم يلتفِتْ، وبقي على حاله إلى أن عاد شرف الدولة، فردَّها إلى الثلاث.

وفيها استوزرَ سلطانُ الدولة أبا القاسم جعفر بن محمد فَسانْجِس (٣).

ولم يحجَّ أحد (٤).

وكان علي بن أحمد بن أبي الشوارب على قضاء البَطيحَة، فقُلِّد قضاء البصرة (٥).

وفيها تُوفِّي

عبد الله بن محمد بن أبي عَلَّان

أبو محمد، قاضي الأهواز، أحد شيوخ المعتزلة، ولد سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة، وصنَّف الكتبَ الكثيرة في الكلام وغيره، من جملتها كتابٌ جمَعَ فيه فضائلَ النبي ، ذكر له فيه ألف معجزة، وكان له مالٌ عظيمٌ، وضياعٌ كثيرة، فكان يؤدِّي خراجَ ضِياعِه في كلّ سنة تسعين ألف دينار، وكان أصهارُه يؤدُّون في كلّ سنةٍ خَراجَ ضِياعهم ثلاثينَ ألف


(١) هذا الخبر في المنتظم ١٥/ ١٢٨.
(٢) في (ف): والعصر. وجاء بعض هذا الخبر في الكامل ٩/ ٣٠٥.
(٣) الخبر في المنتظم ١٥/ ١٢٨.
(٤) يعني في هذه السنة.
(٥) الخبر في المنتظم ١٥/ ١٢٨.